أقوى الأسباب في إذكاء العزائم والعقول؟ وهل تنسى أن المنافسة بي هاتين المجلتين واقعة بالفعل وأن زملاءك في مجلة الثقافة يحسبون لها ألف حساب، ويتقون نارها بالصبر الجميل؟ وهل تنكر فضل هذه المنافسة عليك وقد أخرجتك من وقارك فقلت ما قلت في صديق لك يكن يسرك أن يثور بينك وبينه خلاف؟
ثم تنكر علي أن أوجه نصيحة إلى كتاب (الثقافة) مع أنكم استفتيتم قراءكم سنة كاملة ليدلوكم على سنن الصواب في الترجمة والإنشاء!
وشاء لك الذوق أن تدعوني إلى الحرص على جمال الأسلوب فكانت هذه الدعوة دليل الوهم بأنك صرت كاتباً له أسلوب؛ والوهم يصنع بأصحابه ما يشاء
وتلطفت فقلت:(لفت نظري أحد الأصدقاء إلى أن الدكتور زكي مبارك ذكر اسمي في شجون حديثه) فهل يكون معنى ذلك أنك لا تقرأ بنفسك، وإنما ترفع الأخبار إليك في جذاذات، كما ترفع إلى بعض المقامات؟ تواضع قليلاً، يا أستاذ فريد، ليفتح الله عليك!
وتقول إني لقيتك عفواً فحملتني تحية أهل السودان إلى الأستاذ الزيات، وأقول إني لقيتك عمداً لا عفواً لأهنئك بسلامة العودة، ولأقبس بعض ما طبعت تلك الزيارة على وجهك من نور وصفاء!
أما بعد فأنا غير نادم على التحية التي وجهتها إليك، لأني لم أكن أنتظر منك أي جزاء، ولأني أرجو أن أتحفك بمثلها في مناسبة ثانية، إن أراد الله أن يجعلك أهلاً لكرائم التحيات، ولعله يريد!