ولكن لكي تصعد إليه أنفسنا المحطمة
يجب أن تمنح أعلى قوتها وفضيلتها.
ينبغي أن نطير إلى السماء على أجنحة من اللهب،
فالرغبة والحب هما جناح الروح
آه لِمَ لَمْ أولد في مستهل الخليقة البشرية؟
حين لم تكد تنتشر من بين يديه،
قريباً من الله قرباً زمنياً، وأكثر قرباً بالطهر،
حيث تناجيه الخلائق، وتسير في حضرته!
لِمَ لمْ أر العالَم منذ بزوغ شمسه الأولى!
لقد كان كل شيء يحدثه عنك، وكنت أنت نفسك تناجيه،
وقد كان الوجود يلهج بجلالك المقدس،
وكانت الطبيعة الخارجة من أيدي الخالق،
تنشر بكل المعاني اسم منشئها:
هذا الاسم الذي حجب منذ أجيال سحيقة،
فإذا به يتلألأ في روعة أكثر بريقاً فوق مبتدعاتك:
ولم يَتَطّلعْ الإنسان فيما مضى إلا إليك،
فكان يدعو ربه، وكنت تقول: (أنا هو)
لقد تفضلت فتعهدت بمناجاتك تعليمه زمناً طويلاً كما يتعبَّد الطفل،
وبعد زمن طويل اقتضت مشيئتك أن تهديه سواء السبيل
وقد تجّلت له عظمتك مرة،
في أودية سِنّار،
في حرج عُرَيْب بصحراء سينا،
أو على قمة الجبل المقدس
حيث أملي موسى على العبريين شرعيته الجليلة!
وهؤلاء أبناء يعقوب أول مواليد البشر،