ظلوا يتلقون المن من يديك أربعين عاماً،
وكنت توقظ نفوسهم بآيتك الحية،
وكنت توحي أمام أعينهم بلغة المعجزات،
وعندما نسوك، تنزلت ملائكتك
وأعادت إلى قلوبهم الحائرة ذكراك.
ولكن أخيراً، كنهر بُعد عن منبعه،
ذهبت هذه الذكرى الصافية في سبيلها،
ومن هذا الكوكب القديم أخبا ليل الزمان المظلم المناطقَِ المضيئة تدريجياً.
لقد أمسكت عن المناجاة، فالنسيان ويد الأجيال
غفلا عن هذا الاسم العظيم الذي تتسم به بدائعك،
ولقد أضعف مرور الأجيال الإيمان،
ووضع الإنسان الشك بين العام وبينك.
نعم، هذا العالم يا مولاي قد أصابه الهرم بالنسبة لعظمتك،
لقد نسىَ اسمك وأثرك وذكراك
ولكي نستعيدها يجب علينا أن نمتطي من جديد نهر الأيام موجة فموجة.
أيتها الطبيعة، أيها الفلك! عبثاً تراكما العين.
وا أسفاه بدون أن يرى الإنسان الله يمجد المعبد،
إنه يرى وعبثاً يتتبع آلاف الشموس،
التي تجري في صحاري السماوات جرياناً عجيباً،
إنه لم بعد يعترف باليد التي تحركها.
معجزة أبدية لم تعد معجزة.
إنها تسطع في الغد كما كانت تسطع بالأمس!
من يدري أين تبتدئ طريقها الجليل؟
من يدري إذا كان هذا السراج (الإيمان) الذي يتلألأ ويثمر قام للمرة الأولى في العالم؟
إن آباءنا لم يشهدوا قط سطوع دورته الأولى،