البحث واستقراء الكلام الصحيح. فالصواب ما قاله الأخ رضوان وهو: وبعد المؤلف أملا المؤلفين لكتابه تعريفاً بالأسفار. . .
٢ - قال الأستاذ عبد الغني أيضاً:(وإذا كانت هذه الرحلات الفردية وكثير غيرها قد أضافت بعض الثروة إلى الأدب إلا أنها لم تكن منتجة بالنسبة للرحلات والأسفار). وقد طالبه زميله بإعرابها وبيان جواب إذا وتخريج الاستثناء. وإني أقول للزميل الفاضل: إن هذا التعبير صحيح وارد في كلام العرب، فجواب إذا الذي يبحث عنه ويشتاق إليه محذوف أغنت عنه جملة الاستثناء، وجملة أضافت. . . خبر كان، وأما جملة الاستثناء ففي محل نصب كما وضح ذلك ابن هشام في المغنى. ثم اسمع ما قال الخضري على ابن عقيل عند الكلام على قول ابن مالك (ومفرداً يأتي ويأتي جملة) - ص ٩٣ - وتأمله يطمئن قلبك:(استشكل وقوع الاستدراك خبراً نحو: زيد وإن كثر ماله، لكنه بخيل، مع وروده في كلامهم، خرجه بعضهم على أنه خبر عن المبتدأ مقيداً بالغاية، وبعضهم قال الخبر محذوف والاستدراك منه).
وإلى الأستاذين الفاضلين تحيتي وتقديري.
٣ - النحو في الكلام كالملح في الطعام
غمض على حضرة الأديب احمد الشرباصي هذا المثل المشهور رغم وجه الشبه واشكل عليه ما كتبه الخطيب القزويني في كتابه الإيضاح، فنسب الأديب المثل الى الخطأ والفساد ولم يرى المخرج من الحيرة إلا تحريفه عن الحكمة القائلة: الهزل في الكلام كالملح في الطعام. وأقول إن هذا المثل صحيح لا غبار على صحته لأن مراعاة قواعد النحو مصلحة للكلام لاشك في هذا، كما ان وضع الملح في الطعام مصلح له. فوجه الشبه - وهو الإصلاح بغض النظر عن القلة والكثرة - جلي واضح، وهذا هو نفسه قول الخطيب (فالوجه كون الاستعمال مصلحا والإهمال مفسدا) وهو وجه الشبه إلا المعنى الذي قصد اشتراك الطرفين فيه.
وأما الحكمة القائلة: الهزل في الكلام. . . فالوجه فيها هو التحسين والتمليح ولا يراد فيها الإصلاح (وإن كان ذلك من ضرورات التحسين) لأنه لا يشترط التشبيه ان يشترك طرفاه في كل أمر من أمورهما، فإذا شبهنا شخصا بالأسد لا نريد إلا الجراءة بصرف النظر عن