ومنها: أن حمير كانت تؤرخ بالتبابعة وغسان بالسند، وأهل صنعاء بظهور الحبشة على اليمن، ثم بغلبة الفرس. ثم أرخت بالأيام المشهورة: كحرب البسوس وداحس والغبراء وبيوم ذي قار والفجار ونحوه، وبين حرب البسوس ومبعث محمد صلى الله عليه وسلم ستون سنة
أحمد صفوان
١ - لابن المقفع لا للخليل
ورد في مقال الزواج للأستاذ الكبير العقاد أن الخليل ابن أحمد أجاب وقد سئل في قرض الشعر: أن الذي يرضاه لا يجيئه، وأن الذي يجيئه منه لا يرضاه!
وقد قال الجاحظ في كتابه البيان والتبيين (الجزء الأول ص ١٥١) في سياق الحديث عن السر في تبريز الأديب في فن من فنون الأدب وتأخره في فن آخر: وكان عبد الحميد الأكبر وابن المقفع مع بلاغة أقلامهما وألسنتهما لا يستطيعان من الشعر إلا ما لا يذكر مثله. وقيل لابن المقفع في ذلك فقال:(الذي أرضاه لا يجيئني، والذي يجيئني لا أرضاه). وإني لأحس أن أستاذنا العقاد تطمئن نفسه إلى موافقة الجاحظ، ولأن يصدر هذا الكلام من أديب كبير وكاتب عظيم كابن المقفع أقرب إلى الذوق الأدبي من أن يصدر من إمام لغوي نحوي كالخليل
٢ - شاعر وناقد
فيما دار بين الأستاذين الشاعرين من نقاش حول موضوع الرحلات العربية مسألتان نحويتان أرى الحق في جانب الأستاذ رضوان في الأولى، كما أراه في جانب الأستاذ عبد الغني في الأخرى، وإلى القارئ البيان:
١ - قال الأستاذ عبد الغني في مقاله الرحلات عن البيروتي (. . . ويعد كتابه الثاني - تاريخ الهند - أوفى مرجع عن بلاد الهند وأملأ كتب الأسفار تعريفاً بها)
وهذا تعبير شاذ لأن أفعل التفضيل بعض ما يضاف إليه ولا تصح العبارة إذ صيغت (أملأ) إما من الخماسي، وإما من الثلاثي المبني للمجهول، لأن الكتاب مملوء لا ماليء، والمصوغ منهما شاذ كما هو معلوم من القواعد النحوية التي يجب العمل بها لأنها تستقر إلا بعد