ولقد عرضت لي في هذا الموضوع طائفة من الخواطر لا أجرؤ على التعبير عنها كتابة، برغم استعدادي التام لاطلاعك عليه شفاهياً بصوت خافض وبسرور وافر
إلا أنه قد يتعذر أحياناً العثور على كلمات تصلح للتعبير عن بعض الأشياء؛ وأكثر هذه الكلمات التي لا يمكن الاستعاضة عنها بغيرها تتخذ على القرطاس صوراً فضيةً لا أقوى معها على أن أخط شيئاً منها. . . ثم إن الموضوع نفسه من الدقة والصعوبة بحيث يتطلب لباقة شديدة لمعالجته بدون التعرض لخطر
وأخيراً ماذا يمكنني أن أفعل إذا كنت لا أقدر أن أجعلك تفهمينني جيداً؟
ولكن اجتهدي يا عزيزتي أن تقرئي السطور!
أجل. عندما أبصرت زوجي بدون شارب أيقنت للحال أنه يتعذر علي أن أحب ممثلاً أو مبشراً. . . حتى وإن كان الأب (ديدون) نفسه أوفر المبشرين جمالاً وأشدهم إغراء إذا كان حليق الشارب!
وعندما خلوت بزوجي كانت المصيبة أعظم!. . . أوه يا عزيزتي لوسيا لا تسمحي قط لرجل حليق الشارب أن يقبلك إذ لا يكون لقبلاته أدنى طعم!. . . مطلقاً!. . . مطلقاً!. . . فليس في قبلاته ذلك الفلفل. . . نعم إن الشارب هو فلفل القبلات وبهارها!
تخيلي رقاً جافاً أو رطباً يلامس خدك: هذه هي قبلة الرجل الذي يحلق شاربه. . . إنها بدون شك لا تساوي شيئاً!
وقد يخطر لك أن تسألينني: من أين يستمد الشارب إغراءه إذن؟ وهل تحسبينني أعرف ذلك؟
أول كل شيء الشارب دغدغة لذيذة جداً. . . تحسينه قبل الثغر، فيبعث في جسمك كله من قمة رأسك إلى أخمص قدميك رعشات سحرية تجتاحك كالتيار الكهربائي. . . فالشارب هو الذي يداعب البشرة، وهو الذي يجعلها ترتعش وتختلج، وهو الذي يبعث في الأعصاب ذلك التنميل العذب الذي يجعلك تتنهدين (آه)، كما تفعلين حين يهز جسمك برد قارس!
وعلى النحر! هل اتفق لك أن أحسست بالشارب يدغدغ نحرك؟ إن دغدغته هذه لتسكرك وتشنج أعصابك، وإنما لتنساب في ظهرك إلى أن تبلغ أطرافك، فتتلوين وتحركين أكتافك