حركة خاصة، وتلقين رأسك إلقاءة خاصة أيضاً، وترغبين رغبة قوية في الفرار والبقاء معاً. . . إن قبلة كهذه لتستحق العبادة لشدة ما تبعثه من اللذة وما تحدثه من إثارة وتهيج
وعدا ذلك. . . حقاً إني لا أجرؤ على. . . إن الرجل الذي يحب زوجه يعرف كيف وأين يجد مواضع مختبئة ليدفن فيها قبلاته، مواضع لا تخطر للمرأة حتى عندما تخلو بنفسها. . . وهذه القبلات إذا لم يتقدمها شارب لا يبقى لها طعم، بل أنها لتغدو مخالفة للذوق والأدب!
ولك أن تفسري ذلك بما تشائين؛ أما أنا فأفسره هكذا: الثغر بدون شارب كالجسم بدون ثياب!. . . نعم، لا بد من الثياب، القليل منها إذا شئت، ولكن لا بد من بعضها
والخالق قد ستر بالشعر جميع مواضع الجسد التي يدفن الحب فيها؛ فالثغر الحليق إنما يبدو كينبوع عذب وسط غابة اقتلعت أشجارها
وهذا يذكرني بجملة لأحد رجال السياسة ما زالت تترد في ذاكرتي منذ ثلاثة أشهر؛ فقد قرأ على زوجي ذات مساء في إحدى الجرائد خطبة غريبة لوزير الزراعة السيد (ميلين)؛ ولست أدري إذا كان لا يزال إلى الآن في وظيفته أم حل غيره محله
لم أكن أستمع لزوجي، ولكن هذا الاسم (ميلين) لفت انتباهي؛ قد ذكرني - ولست أدري لماذا - بالحياة في يوهيميا، وخيل إلي أن الحديث يدور على إحدى العاملات المتأنقات؛ فأصخت بسمعي، وهكذا استطاعت بعض الكلمات أن تجد سبيلاً إلى رأسي
والسيد (ميلين) أدلى إلى أهالي إميان - فيما أظن - بالتصريح التالي الذي ما فتئت أبحث عن معناه: لا وطنية بدون زراعة! ولم أهتد إلى معنى هذه الجملة إلا في هذه اللحظة. . . وأنا كذلك أصرح بدوري: لا حب بدون شارب!
وقد يبدو ذلك مضحكا، حين يقال على هذه الصورة، أليس كذلك؟ لا حب بدون شارب!. . . لا وطنية بدون زراعة. . .! لقد كان السيد (ميلين) مصيباً في قوله هذا الذي لم أدرك معناه قبل هذه اللحظة. . .
والشارب ضروري من جهة أخرى، فهو الذي يحدد صورة الوجه فيجعله لطيفاً أو رقيقاً أو قاسياً أو مضحكا أو جريئاً
إن الرجل الذي يرخي لحيته إرخاءً تاماً، ويترك جميع شعره (يا لها من كلمة قبيحة!) على خديه، لا يمكن أن يكون في وجهه شيء من الرقة، لأن الشعر يخفي الملامح، وشكل الذقن