للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأوزان باختلاف اللهجات (خِسِر، خُسُر، يِعمِل، يِعمَل. . . الخ). فالنص العربي المجرد من الشكل عرضة لأن يقرأه أهل كل لهجة حسب منهج لهجتهم في وزن الكلمات

٣ - أنه من المتعذر مع هذا الرسم قراءة أسماء الأعلام (أسماء الأمكنة والبلاد والبحار والجبال والأناس. . . الخ) قراءة صحيحة. ولذلك تضطر بعض المعاجم والمؤلفات إلى تهجي حروف الكلمات التي من هذا القبيل، والنص على حركة كل حرف منها؛ فتقول مثلاُ (صفين بكسر وتشديد الفاء المكسور)، (الغفاري بكسر الغين وتخفيف الفاء) وهلم جرا

وقد قدمت عدة اقتراحات لسد مواطن النقص السابق ذكرها

فتقدم بعضهم باقتراحات ساذجة هدامة لا تكاد تستحق عناء المناقشة. فمن ذلك استبدال الحروف اللاتينية ومنهج الرسم اللاتيني بالحروف العربية ومنهج الرسم العربي. ولا يقوم هذا الاقتراح إلا على مجرد الرغبة الآثمة في تقليد الغربيين؛ إذ ليس ثمة ما يدعو إلى اصطناع الحروف اللاتينية. وإن كان لا بد من السير على طريقة الرسم اللاتيني بصدد أصوات المد القصيرة، فلا يقتضينا ذلك أكثر من اختراع ثلاثة أحرف ترسم في صلب الكلمة بدل الفتحة والكسرة والضمة كما سنذكر ذلك في بعض الاقتراحات الآتية. وأكثر من هذا هدماً لكيان اللغة العربية ما ذهبت إليه طائفة في علاج الرسم، إذ اقترحت إلغاء الإعراب وإلزام السكون أواخر الكلمات، حتى تضيق مسافة الخلف بين رسم الكلمة ونطقها في اللهجات العامية المستخدمة في المحادثة، فتسهل على الناس القراءة، ويتخلص الرسم العربي من بعض عيوبه. وقد كفانا أستاذنا الجليل أحمد لطفي السيد باشا مئونة الرد على هذا الاقتراح بما عقب عليه في الشئون الاجتماعية إذ يقول: (وهذا الرأي مطعون فيه من وجهين: أما الأول فإنه لا يحل من المسألة إلا بعضها دون البعض الآخر؛ لأن ضبط حركات الحروف ليس ضرورياً في الإعراب فحسب، بل هو أشد ضرورة في بنية الكلمة. وهذا الضبط من جواهر اللغة؛ فإذا أهملنا الإعراب وأهملنا الشكل ولم نأت بطريقة تقوم مقامه ظل الناس يلفظون الكلمات على غير وجهها الصحيح كما هم الآن يفعلون. وأما الوجه الثاني فإن هذا في الرأي إهدار لصورة اللغة العربية وقضاء على أهم مميزاتها. وذلك مالا نظن أحداً يرضاه، خصوصاً متى أمكن تسهيل تعليم اللغة وشيوعها من غير الالتجاء إلى العبث بسلامتها ومميزاتها)

<<  <  ج:
ص:  >  >>