للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

واقترح بعضهم إدخال الشكل في بنية الكلمة حتى لا يتخطاه نظر القارئ؛ وذلك بان تخترع حروف للرمز إلى أصوات المد القصيرة (التي يرمز إليها الآن بالفتحة والكسرة والضمة)، وتدون هذه الحروف في صلب الكلمة في مواضعها. فلتدوين كلمة (كتب) مثلاً يرسم بعد كل من الكاف والتاء والباء الحرف الذي سيخترع للإشارة إلى ما تشير إليه الفتحة في رسمنا الحاضر. وهذا هو المنهج الذي يسير عليه الرسم الأوربي وينتصر لهذا الاقتراح عدد كبير من الباحثين على رأسهم أستاذنا الجليل أحمد لطفي السيد باشا.

واقترح آخرون أن يكون لكل حرف من حروف الهجاء العربي أربع صور مختلفة: صورة في حالة تحركه بالفتح؛ وأخرى في حالة تحركه بالكسر؛ وثالثة في حالة تحركه بالضم؛ ورابعة في حالة تسكينه. وهذا في مجمله هو المنهج الذي يسير عليه الرسم الحبشي.

وترى جماعة بالاكتفاء بالتزام الشكل في المطبوع والمكتوب حتى يستطيع كل فرد أن يقرأ ما يقع عليه نظره قراءة صحيحة

والذي أراه أن الصعوبة التي يشتمل عليها الرسم العربي لا يكاد يخلو من مثلها، بل مما هو أشد منها، أي نوع من أنواع الرسم. فاللبس الذي يحدثه أحياناً الرسم العربي ليس شيئاً مذكوراً بجانب اللبس الذي يحدثه الرسم الإنجليزي مثلاً، وخاصة في النطق بأصوات المد , , , , , , , , , ,. . فكثيراً ما يختلف النطق بالصوت الواحد من هذا النوع وغيره تبعاً لاختلاف الكلمات التي يرد فيها؛ حتى أنه يستطيع قراءة معظم الكلمات الإنجليزية قراءة صحيحة بمجرد النظر إلى حروفها؛ بل لا بد في ذلك أن يكون القارئ قد عرف نطق الكلمة من قبل عن طريق سماعها من إنجليزي. كما أنه لا يستطيع كتابتها كتابة صحيحة بمجرد سماعها؛ بل لا بد في ذلك أن يكون قد حفظ حروفها - من قبل عن ظهر قلب -. وفي الحق أن الرسم العربي ليعد من أكثر أنواع الرسم سهولة ودقة وضبطاً في القواعد ومطابقة للنطق

أما وجوه الإصلاح التي أشرنا إلى بعضها فيما تقدم فيظهر لنا أن ضررها أكبر من نفعها، فمعظمها يطيل رسم الكلمة أو يزيد من حروفها، وفي هذا إسراف في الوقت والمجهود والنفقات المادية وشؤون الطبع. . . وما إلى ذلك. هذا إلى أن كل تغيير جوهري يدخل على الرسم من شأنه أن يحول - عاجلاً أو آجلاً - بين الأجيال القادمة والانتفاع بالتراث

<<  <  ج:
ص:  >  >>