الميكالي يشكو فيها تقصيره في تعظيمه:(وهل كنت تلا ضيفا هداه منزع شاسع، وأداه أمل واسع، حداه فضل وان قل، وهذا رأي وأن ضل، ثم لم يلق إلا في آل ميكال رحله، ولم يصل إلا بهم حبله، ولم ينظم إلا فيهم شعره، ولم يقف إلا عليهم شكره. . . ودخلت مجلسه وحوله من الأعداء كتيبة فصار ذلك التقريب ازورارا. وذلك السلام اختصارا، والاهتزاز ايماء، والعبارة اشارة، ويقول في رسالة أخرى إليه: (واعرفه إني ما اطوي مسافة مزار إلا متجشما ولا أطأ عتبة دار إلا متبرما. ولست كمن يبسط يده مستجديا، أو ينقل قدمه مستغذيا. فان كان الأمير الرئيس، أطال الله بقاءه يسرح طرفه في طامح أو طامع، فليعد للفراسة نظراً) ثم ينقلب عتابه هجاء فيقول في رسالة إلى ابن ميكال (اشهد لئن صدق البحتري في اللامية، لقد صدق الأعشى في الصادية، وان وصف الدريدي في المقصورة، فلقد تغير الأمر عن الصورة، وان كان كالآخر الأول فما أحوج الكتب المقراض، وأكذب السواد على البيض - إلى أن يقول: اللامية قول البحتري:
ثلاثة عجب تنبيك عن خبري ... فيها وعن خبر الشاه ابن ميكال
والصادية قول الأعشى:
كلا أبو بكر كان فرعى دعامة ... ولكنهم زادوا وأصبحت ناقصا
يريد الهمذاني أن يقول أن بني ميكال كانوا كما قيل فيهم ولكن هذه الرئيس من بينهم قصر عن شأوهم.
ونجد الهمذاني في نيسابور يكتب إلى الشيخ العميد مستنجزا وعده في توليته بعض الأعمال: (فهل للشيخ أن يلطف بصنيعته لطفا يحط عنه دون العار، وسمة التكسب والافتقار، ليخف على القلوب ظله، ويرتفع عن الأحرار كله، ولا يثقل على الأجفان شخصه بإتمام ما كان عرضه عليه من اشغاله، ليعلق باذياله، وليستفيد من خلاله، فيكون قد صان الفضل عن ابتذاله، والأدب عن إذلاله، واشترى حسن الثناء بجاهه كما يشتريه بماله)