قليلة وقطعاً كثيرة أكثرها في وصف الأزهار والفواكه والأواني والأطعمة. وقد صدرها المؤلف بقوله: (وهذا ما اخترته من شعره في الأوصاف والتشبيهات التي لم يسبق إلى أكثرها).
فأما قصائده فمنها قصيدة في مدح الصاحب إسماعيل بن عباد مطلعها:
يا ربع لو كنت دمعاً فيك منسكباً ... قضيت نحبي، ولم اقض الذي وجبا
لا ينكرون ربعك البالي بلى جسدي ... فقد شربت بكأس الحب ما شربا
ولو أفضت دموعي حسب واجبها ... أفضت من كل عضو مَدْمعاً سرَبا
عهدي بعهدك للذات مرتبعاً ... فقد غدا لفؤادي السحب منتحبا
وهذه أبيات تذكر بقصيدة المتنبي التي أولها:
دمع جرى فقضى في الربع ما وجبا ... من حقه وشفى أنَّي ولا كربا؟
وكأنه أراد بمطلعه مناقضة مطلع المتنبي. ومحاكاة المتنبي في الوزن والقافية تظهر في قصائد أخرى. وكان المتنبي شاعر القرن الرابع، وقد ولد المأموني في أواخر حياة أبي الطيب، والزمان يدوي بذكره ويصدق قوله:
وما الدهر إلا من رواة قصائدي ... إذا قلت شعراً أصبح الدهر منشدا
وللمأموني قصيدة أخرى يمدح بها أحد وزراء بخارى أولها:
سيخلُف جفني مخلفات الغمائم ... على ما مضى من عمري المتقادم
بأرض رواق العز فيها مطنَّب ... على هاشم بين السُّهى والنعائم
يدين لمن فيها بنو الأرض كلهم ... وتعنو لهم صيدُ الملوك الأعاظم
ويهماَء لا يخطو بها الوهم خطوة ... تعسَّفتها بالمرقلات الرواسم
وقد نشرت أيدي الدجى من سمائها ... رداء عروس نّقطت بالدراهم
فخلنا نجوماً في السماء أسِنَّة ... مذّهبة ما بين بيض صوارم
وأظنه حاول فيها محاكاة أبي الطيب في قصيدته التي مدح بها ابن طغج:
أنا لائمي إن كنت وقت اللوائم ... علمت بما بي بين تلك المعالم
وأخرى من قصائده في مدح أبي نصر أحد وزراء بخارى ووصف دار بناها، أولها:
قد وجدنا خُطى الكلام فِساحاً ... فجعلنا النسيب فيك امتداحا