وأما عجزنا عن الذود عن حمانا، فلا يرجع إلى جبن أو استخذاء، وإنما يرجع إلى ظروف يعرف الأستاذ منها أضعاف ما أعرف، وما مر يوم بدون أن يجاهد المصريون ليكون لهم جيش قادر على دفع العدوان بالعدوان
وأذن فسخريتك ضرب من الشماتة وأنت تجهل!
وما أظلم من يشمت بأمة لم يكن نكولها عن الحرب إلا إشفاقا على بنيها من الفناء، وذلك مصير من يواجه الحرب بلا استعداد.
أليس من الإثم الموبق أن تقول: إن الشعب قد فقد شخصيته وبات عالة على الأمم والشعوب؟
الشعب المصري لن يفقد شخصيته أبداً، ولن يبيت عالةً على أحد، فاتق الله في أمتك، أيها الرجل المفضال، وأحذر من العودة إلى مثل هذا التجني المقيت، فقد نستطيع القول بأن القلوب الصحاح ليست من المرض في أمان
ولفضيلة الشيخ دراز أن يسمع هذا النذير، إن أراد!
منارة أبي العباس
من أعظم الأعمال التي قامت بها وزارة الأوقاف تجميل مسجد أبي العباس المرسي بالإسكندرية، فله منارة ستصير علم الهداية للسفن الضوال بعد انتهاء الحرب، وستكون بشيراً لكل قادم بأنه يفد على مدينة إسلامية.
وإذا تذكرنا أن أبا العباس كان من أعلام الصوفية، وأن لقبه (المرسي) سُمي به ألوف وألوف من أبناء الأمة المصرية كان من السهل أن ندرك كيف خصته وزارة الأوقاف بذلك الالتفاف!
ولكن بعض الوعاظ الذين آذاهم أن نقول بوجوب زخرفة المساجد ردوا علينا في إحدى مجلاتهم بان مسجد أبي العباس بلغت تكاليفه نحو المئتين من ألوف الجنيهات، ولو انفق ذلك المبلغ في إعداد طائرات لوقى الإسكندرية من أخطار الغارات الجوية!
وهذا كلام معقول، ولكنه كلام العوام الذين يرتدون ثياب الخواص.
وكيف تكون الحال لو عم هذا المنطق (المعقول) فدعونا الحكومة إلى إلغاء ميزانية المعاهد الدينية لنشتري بها طيارات ودبابات؟