التعليم بالأزهر، وهي مصدر ذلك الجمود الذي حارب الأستاذ الإمام، وحال بينه وبين الوصول بالأزهر إلى الإصلاح المنشود، ثم يحول الآن بينك وبين الوصول إلى ذلك الإصلاح، وإن الفرصة سانحة بوجودك على رأس الأزهر للقضاء على تلك المختصرات وشروحها وحواشيها، وبين يديك طائفة صالحة من العلماء، تنتظر منك أن تدعو فتجيب، وأن تقول: حي على العمل فنعمل؛ ولا يمضي عليها إلا زمن قليل حتى تظهر لك بدل تلك المختصرات الميتة المظلمة كتباً حية مشرقة، تسري فيها روح الاجتهاد، وتظهر عليها آثار التجديد، وتخرج لك من الأزهر العلماء المجددين، والأئمة المجتهدين.
فهل لك يا سيدي الأستاذ الأكبر أن تبدأ بتلك الدعوة، وهل لك أن تصل بين تلك الطائفة وأمنيتها في العمل؟
عبد المتعال الصعيدي
في اللغة:
كان العلامة الدكتور زكي مبارك قد عدّى (حرم) بمن في بعض قصائده. فاعترض عليه بعض أدباء الشرق. فدافع عن هذه التعدية (بأنه قد يرى المعنى في بعض الأحايين لا يؤدي تأدية صحيحة إلا إذا عبر عنه بتلك الصورة)
وهو دفاع غير مقنع كما ترى
فكتبت في العدد ٤٠٥ من (الرسالة) أقول: (إن الفعل (حرم) يتعدى بمن أيضاً، وعندي شاهد لذلك عثرت عليه في بعض مطالعاتي للاغاني)
وبينما كنت أجيل الطرف أمس في كناشتي، إذ أنا أمام هذا الشاهد، وهو للعباس بن الأحنف، قال:
أُحرم منكم بما أقول وقد ... نال به العاشقون مَنْ عشقوا
صِرت كأني ذُبالة نُصبتْ ... تضئ للناس وهي تحترق
ثم قلبت صفحات الكناشة، فلمحت مما كنت اختزنته فيها من (الأغاني)، تعبيرين يستوقفان النظر، لما أنهما كانا يظنان من توليد العامة في مصر أو في غيرهما من الشرق العربي.
وقد آثرت أن اعرضهما، كلاً في نصه الذي ورد فيه، ليستبين المعنى، ويتضح المقام: