١ - اخبرني عمي، قال: حدثنا الكراني. . . قال: انشد جرير قول عمر بن أبي ربيعة:
سائلاً الربع. . . الأبيات
فقال جرير:(إن هذا الذي (ندور عليه) فأخطأناه وأصابه هذا القرشي)
فتدور عليه: نبحث عنه لنصل اليه، وهو نفس تعبير الناس عن هذا المعنى الآن، غير أنهم يضعفون عين الفعل.
٢ - غنى إبراهيم الموصلي الرشيد صوتاً، فأمر له بألف دينار. فلما كان بعد سنين، خطر ببال اسحق ذلك الصوت، وذكر قصته، فغناه إياه؛ فقال الرشيد:(قد أخذ ثمنه أبوك مرة، فلا تطمع)؛ فقال اسحق:(فعجبت من قوله، ثم قلت له: يا سيدي، قد أخذ أبي منك مائتي ألف درهم، ما رأيتك ذكرت منها غير هذا الألف، (على بختي أنا. . .)
فهل كنت تظن أن هذه العبارة - على ابتذالها الآن - مما كان يتكلم به إسحاق ابن إبراهيم الموصلي الجليل القدر في حضرة الرشيد؟
(أ. ع)
١ - حول السواد
سأل الدكتور زكي مبارك في العدد الثامن عشر بعد المائة الرابعة من الرسالة:(هل كان السواد من علائم الرزانة في أوقات الاهتمام بعظائم الأمور. . .؟)
وأقول: إن الثياب السود كان لها شأن في الدهر الغابر أيام بني العباس (أنظر أول من لبس السواد: محاضرة الأوائل ومسامرة الأواخر)، وكان الناس يلبسونها إذا دخلوا على الخلفاء وكانوا في موكب واحتفال: شأنهم اليوم فيما يشاكل تلك الرسوم.
قال التنوخي في (نشوار المحاضرة): (حدث أبا الحسن ابن الفرات قال: فدخلنا في الليلة التي ولي فيها العباس بن الحسن الوزارة بعد موت القاسم بن عبيد الله. فتشاغل الحسن بتقليب ثياب السواد وقد جاءوه بها ليختار منها ما يقطع له فيلبسه من غد في دخوله إلى الخليفة، وكان الرسم إذ ذاك ألا يصل أحد إلى الخليفة في يوم موكب إلا بسواد. . .) ٨ - ٩١
وقال أيضاً: (. . . فإذا كان يوم موكب كانت الأقبية كلها سواداً، وإذا كان غير موكب