فربما كانت بياضاً، وفي الأكثر من السواد) ٨ - ١٢ (نشوار المحاضرة. مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق)
وكانت الخلفاء والشعراء تلبس السواد، والشواهد كثيرة منها ما قاله التنوخي في كتابه (الفرج بعد الشدة): (حدث عبيد الله بن عبد الله قال: كنت مع الرشيد بطوس لما ثقلت علته فجلس يوماً وعليه جبة خز سوداء، وفوقها دراعة خز اسود. . . وقلنسوة طويلة وعمامة خز سوداء) ٢ - ٥٣
وقال الجاحظ في (البيان والتبيين): (وكانت الشعراء تلبس الوشي والمقطعات والإرادية السود) ٣ - ٧٨
وكانوا يتخذون العمامة من خز اسود. ذكر الجاحظ في (أخلاق الملوك) أن إبراهيم بن المهدي دخل على احمد بن أبي دؤاد وعليه مبطنة ملونة من احسن ثوب في الأرض وقد أعتم على رأسه رصافية بعمامة خز سوداء. لها طرفان يتدليان خلفه وأمامه، وفي يده عكازة آبنوس ملوح بذهب وفي إصبعه فص ياقوت. . .) ٤٨
قال (أحمد زكي باشا): (والرصافية هيئة عمة على قلنسوة خاصة بالخليفة أو ولي عهده وذكر (بن خلكان) في (وفيات الأعيان) عند ترجمة (جعفر البرمكي) أن أكابر بني العباس كان لهم الحق باتخذاها أيضاً)
ويقول الدكتور مبارك: إن السواد اتخذ شعاراً للحزن لما يشيع في النفس من انقباض واستيحاش فِلمَ اتخذ أهل الأندلس البياض شعاراً، وهو يشيع في النفس الانشراح والصفاء؟
٢ - أوهام لغوية
جاء في مقال الأستاذ محمد عبد الغني حسن.
أ - (كانت القاهرة طيلة حكم الفاطميين. . .) استعمل (طيلة) بمعنى (طول). وهي من أوهام الكتاب وليست بشيء. في (اللسان)(أطال الله طيلته أي عمره)، والصواب (طول وطوال) فتقول (كانت القاهرة طول حكم الفاطميين وطواله) وفي (الصحاح) و (الأساس)(والطوال بالفتح من قولك لا أكلمه طوال الدهر وطول الدهر بمعنى. . . هـ.
ب - وقال صاحب (الوضع الصحيح للإصلاح الاجتماعي) (تشوش أمانيه) ولم يسمع هذا الحرف في كلام فصيح صحيح. قال صاحب القاموس: (والتشويش والمشوش والتشوش