الفنون هو الشوق إلى التعبير بإحدى أدوات هذه الفنون، ومتى عبّر المفكر عن نفسه بالكتابة فقدَ الرغبة في التعبير بطريقة ثانية وثالثة فصار أزهد الناس في مقامات الخطباء والشعراء.
ماذا أريد أن أقول؟
أنا أريد الاعتذار عن نفسي، فقد عاب على قوم أن أنصرف عن الشعر والخطابة، وعدوني في هذين الفنين من المتخلفين، ولم أكن كذلك فيما سلف من الأيام، فلي ديوان شعر، وكنت في الثورة المصرية من أعلام الخطباء، ولم أزهد في هذين الفنين إلا بعد اشتغالي بالتدريس والكتابة والتأليف، فألِفْتُ التعبير بأسلوب يغاير أسلوب الشاعر وأسلوب الخطيب.
وإذن فما هذا التحدي الذي يواجهني به جماعة من أدباء الإسكندرية؟.
قال قائل منهم: إن الرجل الذي ودع بغداد بقصيدة بلغت ١١١ بيت هو الرجل الذي بخل على الإسكندرية الجريحة ببيت من الشعر أو بيتين!؟.
هو ذلك يا نَدامي (الثغر الجميل).
ولو أني فكرتُ في مواساة الإسكندرية بالشعر قبل أن أواسيها بالنثر لأطلت فيها القصيد، ولكني عبرت عن أحزاني بالإنشاء، فلم يبق لقرض الشعر محال. . . ألم أقل لكم: إن المواهب يجني بعضها على بعض؟.
وهل كان النثر الفني إلا شعراً تحرر من القوافي والأوزان؟.
قولوا ما شئتم، فلن تهمني الألقاب الأدبية، وإنما يهمني أن أصدق فيما يصدر عن قلمي، بغض النظر عن نوع الأداء.
كيف نعامل رجال الوعظ والارشاد
إلى الباحث المفضال (ا. ا) أوجه القول:
جاء في خطابك أن واعظ مركز. . . . . آنذاك بغير حق أمام أهل قريتك، وفي بيت الله بعد صلاة الجمعة، بألفاظ لا يليق صدورها عن الوعاظ.
وفهمت من خطابك أن النزاع نشأ من الخلاف حول مسألة لم تتفق فيها أقوال الفقهاء.