تطورت العلاقة بين تدمر وروما إلى شبه محالفة لا سيما بعد أن أخذ أمر بني ساسان يستفحل وهم الأعداء الألداء لوما وبأطرتها.
ثم انتهي الأمر في تدمر بقيام رجل من أبنائها يتمنى إلى بني السميدع ويلقب يأذينة، تمكن من إلان سلطانه على تدمر وخضاع قومه، واتخذ له لقباً ملكياً في سنة ٢٥٠م، ولكني سرعان ما أقلق هذا العمل بال الأمبراطور الروماني واستطاع أن يتخلص منه بقتله؛ ولكن سلالته استطاعت أن تحتفظ بعرشها وعملت على تحسين علاقتها مع روما، بل نرى أذينة الثاني يحارب الفرس إلى جانب الروم مما كان له أحسن الأثر في نفوس الرومانيين. ولكن أذينه الثاني لم يعمر طويلاً إذ اغتاله ابن أخيه لحقده عليه، وتولت إدارة شئون البلاد زوجته الزباء وصية على ابنها الكبير (وهبلات) ونجحت في إدارة شئون الدولة وقامت بأعمال جليلة وعملت على تعمير البلاد. وما زالت آثارها باقية تخلد اسمها؛ مع أن الاهالي يخلطون بينها وبين ما فعلته (زبيدة) زوجة هارون الرشيد ومن الصعب تعقب أخبار هذه الملكة في سطور لكثرتها وقد نشر الأستاذ فريد أبو حديد قصة تاريخها في مجلة الثقافة.
ومما يلفت النظر أنه على الرغم من شهرةهذه الملكة فإن الغموض يحيط بتاريخها، فنجد مثلاً مؤرخي العرب ينسبون إليها قصة مع أحد ملوك الحيرة، وقد أورد لها ملخصاً المسعودي في كتابه مروج الذهب ولكن بعض المستشرقين وعلى رأسهم الأب سبستيان رنزفال اليسوعي يشك في صحة هذه القصة.
توترت العلاقات السياسية بين زينب ملكة تدمر وروما وانتهى الأمر بأسرها بعد حرب شاقة وتدمير المدينة مما دفع أهلها للقيام لأخذ ثأرها؛ ولكن القائد الروماني (أورليانس) قابل هذه الحركة بتهديم المدينة. وهكذا تدهور حال المدينة وأخنى عليها الدهر إلى أن جاء بنو غسان فاتخذها بعضهم منزلاً له وبقيت على حالتها المتأخرة حتى فتحها المسلمون في سنة ٦٣٤م عندما مر بها خالد بن الوليد في حملته إلى سوريا.