وعادت الزائرة إلى الكلام فسألت صاحبة المنزل:(لماذا يأتي هذا الرجل هنا؟).
فأجابتها ألينورا:(لا أعرف سبب مجيئه خصوصاً مع غياب زوجي عن المنزل، ولا أحد يلاطفه هنا لا يكاد يكلم أحداً، وهو يكثر من المشي تحت الدار. وقد قابلته في إحدى الليالي فرأيته يكلم نفسه بصوت منخفض ولم تكن المسافة بيني وبينه أكثر من متر، ولكنه لم يلاحظني وقد خفت منه كما أخاف من الموت).
قالت الزائرة:(إن زوجك رجل طيب يالألينورا؛ وعلى ذكر زوجك أخبريني ماذا تم في القضية؟).
فقالت صاحبة المنزل:(إنه ذهب ليقابل المحامين، ويظهر أنهم لم يحصلوا على رد من السير جيرفاس؛ ويظهر أنهم لايعرفون مكانه).
فنظرت اللادي مرتين من خلال النافذة وقالت:(أرجو ألا تخسروا القضية فإن هذه الجهة من أحسن الأماكن في الإقليم) ونظرت ألينورا من خلال النافذة أيضاً إلى المنظر الذي أطلعت عليه اللادي وقالت: (إخال أنني أسمع صوت عربة مقبلة) ثم وقفت وخرجت من الغرفة. وبعد قليل عادت وأعلنت قدوم الأميرة فوقف جميع الضيوف إلا الزائر غير المرغوب فيه. ونظرت ألينورا إلى هذا الرجل الذي لايحبه إنسان نظرة مقت وانتظر الجميع أن يكون لدى الرجل من حسن الذوق ما يحمله على مغادرة المنزل قبل أن تأتي الأميرة.
على أنه لما أقبلت الأميرة وقف ودار بعينيه في الفضاء، وكان بادياً على الأميرة التعب ولكن تعبها لم يؤثر على جمالها الرائع. وفي فترة التعارف وجدت نفسها وجهاً لوجه أمام ليندهام الذي لم تعن مسز بوينتون بتقديمه إلى الأميرة فقدم هو نفسه إليها قال:(هل تسمحين يا صاحبة السمو بأن أذكرك بإسمي؟ أنا ريتشارد ليندهام وأرجو ألا تكوني نسيتني).
فمدت إليه يدها وقالت بصوت عذب:(إن الإنسان لا ينسى أقدم أصدقائه. وإني مسرورة جداً برؤيتك يا مستر ليندهام).
وجيء بالشاي، ثم دخلت الأميرة قاعة أخرى وطلبت من صاحبة المنزل أن تدعو إليها المستر ليندهام لأنها تريد محادثته.