وغدوا لم يرفعوا رأساً بمن ... لهم الآداب كانت ديدنا
ذلك ذوق عصر نربأ بأنفسنا اليوم أن نقفو إثره أو نتبع خطواته. وما أدري مقدار صحة الرواية التي نصت على الحكاية المذكورة، وإن كنت أعرف أنها دليل على انحطاط الذوق الأدبي والاجتماعي.
يا ترى ماذا أريد أن أقول؟!
أظنني أريد أن أقول: إن للسيد ابن شهاب كثيراً من الشعر الوجداني الذي ماجت به عاطفة الشباب ودفعته به خصوبة النفس اليقظة الشاعرة التي يستهويها الجمال، والتغني بمشاعر القلب والوجدان، ولكن ظروف البيئة المثقفة بالروح الصوفية هي التي حرمتنا الاستفادة من شعر الغناء والوجدان.
ومن ناحية أخرى فإن العزلة التي استهوت حضرموت والتي لا تزال تستهويها إلى اليوم وصيرتها بمعزل بعيد عن الأخذ بوسائل النهوض وتنمية المعارف والثقافة، هي التي هيأت الفرصة. لأن ينكص ابن شهاب في آخر عمره عن نشر آثاره التي تحمل سورة الصبا ومطارح الفتون والفتوة.
ولو كانت لنا إذ ذاك مجلة أدبية أو صحفية سياسية أو اجتماعية لما أمكن شاعرنا أن يتنازل عن بنات أفكاره؛ ولأنه لو فعل لاستطعنا الوصول إلى أشعاره بلا أقل كلفة ولا عناء.
ولا تزال ترن في أذني سورة القصيدة التي أنشدني إياها حفيد الشاعر الأديب السيد حسن بن عمر الشاطري العلوي وذلك منذ سنوات وأنا بجاوة.
نعم لا أزال أذكرها لاستحساني إياها إذ ذاك وهي من الأشعار التي لم تثبت في ديوانه.
وإذا كنت على ذكري لإعجابي بالقصيدة فإني لا أعرف الأسباب التي حالت بيني وطلب نسخة منها من صديقي الأديب لاحتفظ بها مع المذكرات التي جمعتها في تاريخ حضرموت.
لا أريد أن أحجم عن أن أُبين الغرض المقصود من ذلك.
إْن السيد ابن شهاب كما ذكرت في جملة التعريف به أكبر شخصية تزعمت النهضة الأدبية في عصره الحضرمي. ومن كانت له هذه المكانة السامية جدير بأن تعطينا المعلومات