البيولوجي أن يسلم بوجود روح للإنسان أو للحيوان، وعنده أن الروح والجسم شيء واحد لا يتجزأ).
هذا رأي في تعليل ظواهر الحياة. أما الرأي الآخر فزعيمه سر أليفر لدج، ومجمله أن كل حيوان، ابتداء من الأميبا (حيوان أحادي الخلية بدأ يتميز من الجماد بالشعور والإرادة) يتألف من كيان مادي وكيان اثيري، وينفرد الثاني إذا ما تحطم الاول، وتستمر الحياة بعد ذلك بهيئة لا تدركها حواسنا الخمس.
هذان رأيان نقيضان فأيهما الصحيح؟ العلم الحديث لا يقف عند حد الإدلاء بالآراء، بل سر قوته ونجاحه هو اختبار الآراء بالتجارب العملية، فهو لا يقيم وزنا لآراء تأبى الامتحان العملي، ولو فعل لتصدعت الرؤوس بآلاف الآراء الجامحة. فقبل أن يصبح الرأي حقيقة علمية يجب أن تحققه التجارب العملية.
نظرة في هذين الرأيين
الرأي الأول (رأي العدميين) لا سبيل إلى إثباته عمليا إلا بصنع خلية حية من مواد كيمياوية عادية وهذا لم يحدث بعد. نعم. نسمع في الحين بعد الحين أن كيميائيا احدثه، ولكن الخبر يذاع اليوم ويموت غدا، فهو مبالغة أو اختلاق. أما الرأي الثاني فتوجد اليوم ظواهر تؤيده، نذكر هنا مثالا منها:
مستر (فرانك لي) وسيط يعمل بجمعية للبحث الروحي بلندن، وله خاصة الكشف البصري، فهو يرى الأرواح كالأشباح. ولكنه يزيد عن أمثاله من الوسطاء بأنه رسام ماهر، فعندما يرى الروحويصفها، يتناول القلم والورق ويرسمها. للتحقق من صدقه يفاجئه الباحثون كل يوم بأشخاص ليست لديهم معرفة. ولكنه برغم ذلك يرسم صوراً صحيحة لأرواح أقربائهم. ويجد القارئ هنا رسمين لروحين من عمل مستر (لي)، وبجانب كل رسم صورة عادية من صور المتوفي أيام حياته. ويلاحظ أن الشبه متوفر بين الأصل ورسم الوسيط.
كيف يمكن أن يرى الروح إنسانا كائنا من كان، ليس الأمر من الغرابة كما يبدو. نحن نرى من الأشعة ما يقع منها بين الأحمر والبنفسجي. ولكن هل هذه هي كل ما في الكون من أشعة؟ لا. لقد كشف العلم عن سلسلة طويلة من موجات أطول من الحمراء، وسلسلة أخرى اقصر من البنفسجية - أشعة يعج بها الفضاء من حولنا ولا نراها. ويمكنك أن تدخل حجرة