للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

دراسة تاريخ الكنيسة حتى في العصر الحديث. وعلى كل فإنه كلما تعددت اللغات القديمة أو الحديثة التي يلم بها الباحث في التاريخ اتسع أمامه أفق البحث والاستقصاء. فأي باحث في التاريخ ينبغي أن يعرف اللغات الأصلية، قديمة أو حديثة، المتعلقة بالعصر الذي يدرسه كالهيرغليفية واليونانية واللاتينية والعبرية والعربية والفارسية والتركية لكي يستطيع أن يرجع بنفسه إلى الأصول التاريخية الأولى؛ وكذلك ينبغي أن يعرف اللغات الأوربية الحديثة الشائعة الاستعمال وهي الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية، وإن قصر في معرفة بعضها ينبغي أن يسد هذا النقص، وذلك لكي يقرأ المؤلفات التي تصدر بهذه اللغات عن العصر الذي يدرسه. وقد تبدو مسألة تعلم اللغات عسيرة، وقد تجعل أشجع الناس يتردد في الإقدام عليها؛ ولكنها دراسة لابد منها لمن يرغب جدياً في كتابة التاريخ، ويحسن أن يبدأ الراغب في كتابة التاريخ دراسة اللغات الضرورية أثناء وجوده بالمعاهد النظامية؛ ولكن لا داعي لأن يدرس عدة لغات في وقت واحد. وليس هناك ما يمنع الباحث من دراسة أية لغة جديدة في أي وقت من حياته؛ ودراسة سنتين في إحدى اللغات الجديدة على الباحث كافية كأساس مبدئي، يستمر بعدها في المزيد. ويا حبذا لو أمكنه قضاء بعض الزمن في بلد تلك اللغة الجديدة

ومن العلوم المساعدة الأساسية لكتابة التاريخ علم قراءة الخطوط وقراءة أنواع الخطوط تدرس بعناية في جامعات الغرب. وتوجد أنواع مختلفة من الخطوط الغربية والشرقية تبقي كالطلاسم حتى يتعلمها الباحث ويتدرب على قراءتها. ودراسة هذه الخطوط توفر عليه الوقت وتجنبه الوقوع في الخطأ فيما لو ترك المسألة لمجرد التعلم بالتمرين؛ وأحياناً توجد وثائق كتبها سفراء وقناصل الدول إلى حكوماتهم بالشفرة، وذلك لإخفاء معلوماتها عمن يحتمل أن تقع في يده من الاعداء؛ فينبغي تعلم فك هذه الشفرة بواسطة المفتاح الخاص بها إن وجد في دار الأرشيف التي يعمل فيها دارس التاريخ. ويوجد بالأرشيف الواحد أكثر من مفتاح واحد على حسب الحالة، ومفاتيح الأرشيف تختلف من بلد إلى آخر. فمفاتيح أرشيف الفاتيكان تخالف نظيرها في فلورنسا أو فينا أو باريس أو مدريد. وعلم قراءة الخطوط ضروري جداً لدراسة فروع مختلفة من التاريخ مثل تاريخ مصر القديم، وتاريخ اليونان والرومان، وتاريخ العصور الوسطى، والتاريخ الحديث، حتى أوائل القرن السابع عشر،

<<  <  ج:
ص:  >  >>