واحد منهم، وان من الواجب عليه أن يعتبرني احسن اعتبار، وانه يفعل ذلك مطمئن النفس، ولأنه يعلم أن اعتقادي علانية بالإسلام يغضب علي مليكي، وانه لأجل ذلك لا يمكنني أن افعل هنا وقال لي:(انك تحييني بقولك: السلام عليك. لذلك أكون أثماً لو قلت انك كافر، لان الله عز اسمه قال: ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً). ثم أضاف إلى ذلك قوله:(وعلى هذا ليس حراماً أن أضع بين يديك القران الكريم. ولكن من مواطنيك من يأخذه بيده القذرة، بل ويجلس عليه وأنا استغفر الله من مثل هذا الكلام واستبعد أن نفعل هذا وأنت والحمد لله تعرف انه: (لا يمسه ألا المطهرون) وتراعيه. وفي مرة أخرى باع نسخة من القران بناء على طلبي لمواطن لي؛ وفي أثناء انعقاد الصفقة دخل الغرفة إنسان، فانزعج مواطني وأسرع فوضع الكتاب على المقعد وخبأه بجزء من ملابسه، فاخجل هذا العمل الكتبي، وظن أن صديقي جلس على الكتاب، وانه يفعل هذا احتقارا له؛ فلم يخف باعتقاده أن الله سيعاقبه اشد عقاب على هذا البيع الحرام؛ وكان هناك شيء واحد صعب علي أن أقنعه بعمله أثناء زيارتي السابقة لهذا البلد؛ وهو أن يذهب معي في وقت خاص إلى مسجد الحسين - وهو المدفن المشهور لراس الحسين - واقدس المساجد في العاصمة المصرية. وبعد ظهر يوم من أيام رمضان كنت امشي وإياه أمام أحد أبواب هذا الجامع، وكان ساعتئذ يغص بالأتراك وكثير من سكان المدينة العظماء بين الحشد. . فظننت أنها مناسبة طيبة لأشاهده من كثب، وطلبت من رفيقي الدخول معي فرفض بحزم خوفاً من أن يعرف إنني إنجليزي، وكان من الممكن أن يثير ذلك غضب المتعصبين من الأتراك الموجودين هناك فاعرض نفسي إلى بعض الأذى. فدخلت وحدي وبقى هو بالباب يتبعني بعينه الوحيدة متعجباً من جراتي؛ فلما راني عارفاً بالأساليب العادية: أطوف حول الستر البرنزي المحيط بالضريح، وأقوم بأوضاع الصلاة المنتظمة، دخل وأقام صلاته بجانبي
وأود بعد سرد هذه الحكايات أن اذكر أن أخلاق أصدقائي الآخرين لا يلاحظ عليها مثل هذا الشذوذ. وكان استقبالي لضيوفي لا يخرج عن عادات الضيافة الشرقية المألوفة. كنت اقدم إليهم الشبك والقهوة وأدعوهم إلى مشاركتي الغداء أو العشاء. وقد كتبت الكثير من أخبارهم بالعربية بإملائهم ثم ترجمتها إلى الإنجليزية ونشرتها في هذه الصفحات