للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

صغيرة السن قليلة الحياء. . . وهو يبدد نقوده على هذه القردة وعلى غيرها من أمثالها، وينفق على أبيها وأمها وأعمامها وأخيها وأولاد أخيها، ولا اعلم من عداهم، ثم يقصر في حقنا - أنا وزوجته الأولى - ولا يوفر لنا الراحة التي تعودناها من قبل. . . والنبي! ورأسك الغالي! إنني أقول الحق. . اقبل قدميك أرجوك أن تلح في تطليق زوجته الجديدة. . .

وكان الرجل المسكين أثناء مخاطبة أمه لي من وراء الباب ينظر بغباء، وما كادت تذهب حتى وعد بتحقيق رغباتها. . . ثم قال: على أن المسالة صعبة، فقد كنت متعوداً أن أنام أحياناً في منزل شقيق البنت التي تزوجتها أخيراً، وهو يشتغل كاتباً عند عباس باشا. . . ومنذ اكثر من سنة، أرسل عباس باشا في طلبي وقال: سمعت انك تنام غالبا في منزل كاتبي محمد. . . لماذا تفعل هذا؟ إلا تعلم أن هذا غير لائق وفي المنزل نساء؟. . .

فقلت: سأتزوج من أخته. . .

فسألني الباشا: إذاً لماذا لم تتزوجها من قبل؟

- لان سنها تسع سنوات فقط!

- هل عقد العقد؟

- لا. . .

- ولم لا؟

- ليس في قدرتي الآن دفع المهر

- وما مقدار المهر؟

- تسعون قرشاً. فقال الباشا

- هاك إذاً النقود. . . وليعقد العقد حالاً

فهكذا تراني إنني اضطررت إلى التزوج من البنت، وأخشى أن يغضب الباشا إذا طلقتها؛ ولكني سأتصرف تصرفاً يجعل أخاها يشدد في طلب الطلاق، ويومئذ أعود ثانية إلى عيش السلام والهدوء. وهذا مثل طيب للراحة التي ينعم بها من يتزوج اثنتين!

ومنذ وقت قريب عرض علي نسخة من القران لأشتريها، وظن من الضروري أن يلقي ألي بعض المعاذير. وقد لاحظ إنني من طول ما الفت طقوس المسلمين اقر ضمناً إنني

<<  <  ج:
ص:  >  >>