للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأول (ومنه لفظ مكان) إنما ينصبه على الظرفية أمران: أحدهما الفعل المشتق مما اشتق منه اسم المكان نحو قمت مقامه، وجلست مجلسه، وأويت مأواهُ؛ وثانيهما كل ما فيه معنى الاستقرار وإن لم يشتق مما اشتق منه، نحو قعدت موضعك، ومكان زيد، وجلست منزلَ فلان، ونمت مبيته، وأقمت مشتاه. وما ليس فيه معنى الاستقرار لا ينصبه، فلا يقال كتبت الكتاب مكانك وقتلته مكان القراءة، وشتمتك منزل فلان

وليس (الدفن) من الاستقرار في شئ، فلا ينصب لفظ (المكان) على الظرفية المكانية

وقد جاء في نسخة بولاق ص٤٩: (وندفن الباقي في أصل هذه الشجرة، فهو مكان حريز)

٥ - ٩٥: ١٣ (وبلاء يضيَّع عند من لا شكر له) البلاء هنا بمعنى الإنعام. وفي ترجمة ابن الهبّارية ص٩٥:

ما أضيع النعمة عند الكافر ... وأقبح الخّلة عند الهاجر

وبين اللغويين خلاف في أن يكن البلاء بمعنى الإنعام؛ فقال بعضهم: (الإبلاء: الإنعام. والبلاء: الأشقاء والإتعاس).

أما الإبلاء بمعنى الإنعام فلا خلاف فيه. ومنه قول زهير

رأى الَّله بالإحسان ما فعلا بكم ... فأبلاهما خير البلاء الذي يبلو

أي صنع بهما خير الصنيع. والحق أن الإنعام إنما هو الإبلاء لا البلاء. ومنه الحديث: (من أُبلي فذكر فقد شكر) وحديث كعب بن مالك: (ما علمت أحداً أبلاه الله خيراً مما أبلاني)

وقد احتج من زعم أن (البلاء) يكون أيضاً بمعنى الإنعام بقوله تعالى: (وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين) وقوله: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة) ورُدّ عليه بأن البلاء في الآية الأولى بمعنى الاختبار لا الإنعام. وكذلك (بلوكم) أريد بها: (نختبركم) وجاء في نسخة بولاق ص٥١: (وحِباء يصطنع عند من لا شكر له). والحباء، بالكسر: العطاء

٦ - ٢٢١: ١٥: (ولكن إيش الفائدة فيها) بكسر الهمزة، وهذا ضبط عامي؛ والصواب: (أَيْشِ) بفتح الهمزة وتنوين الشين المكسورة، واصلها: (أيِّ شئٍ؟) خفِّفت بحذف الياء الثانية من (أيِّ) وحذف همزة (شئ) بعد أن نقلت حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، ثم أعلَّت إعلال المنقوص. ونحوها في ذلك (َوْيُلمِّهِ)، واصلها: (ويلٌ لأمّه)، حذفت لام (ويل) وهمزة (أُمّ).

<<  <  ج:
ص:  >  >>