أبداً لم أجد الفرصة أو لم أجد شجاعة. حتى إني أحس الآن بألم في نفسي كأني استبحت حرمة دفينة حين صرحت لك، ولكنه الأمل، فعزائي الآن بيديك. وإنما أمي تعرف عنه كل شيء، وأظنها أبدت الرغبة ذات مرة في زواجي من رسمية، وأخبرتني ولست ادري أكان حقا أم قصدت سروري. أخبرتني أن رغبتها صادفت ارتياحا من الجميع.
إذن المسألة أصبحت سهلة. وماذا يمكنني أنا أن أقدمه إليك في هذا الأمر؟
- ماذا يمكنك؟ يمكنك كل شيء. تستطيع أن تعرف الميول الحقيقة نحو الفكرة. وميول رسمية بصفة خاصة. وتستطيع أن تكون صريحا في ذلك. وان تستعمل حيلتكوتأثير شخصيتك. وعندك الفرصة سانحة لتمكنك من قضاء وقت طويل أثناء إقامتك في المنزل.
- على كل حال ثق أنني سأجرب نفسي في هذا الموضوع، وأنني سأتخذ ما ليس من طبعي من التبسط في التفاصيل، وسيساعدني على ذلك أن مثل هذا الحديث عند الطبقة الراقية مألوف لا غضاضة فيه. وإن كنت لا أكتمك ظني أن لأمثال هذه الطبقات ميولا وآمالا قد لا تدخل في تقديرنا فلا نعمل لها حسابا. إنما يمكنك أن تعتمد عليّ في ذلك إلى ابعد حد.
- إذن أضع كل أملي فيك. حياتي ومستقبلي بين يديك، عاملني كأخ، ولا تنس أن قلبي يتفطر، وأنني لن أرى الراحة حتى أرى بواكير خدمتك. وسأظل مدينا لك بروحي مدى الحياة.
لماذا أمسكت عن الأكل؟ كل فإن المسافر يجب أن يأكل كثيرا
متشكر، لقد امتلأت. أين ماء الغسل؟
سافر الدكتور ومضت أيام، فأرسل إليه كامل خطابا يستثير فيه اشفاقه، ويرجو منه إفادته عما عمل وما رأى وما سمع، ومضى أسبوع، وأرسل كامل كتابا أخر يعتب فيه اشد العتب، احتدت فيه عاطفته أول الأمر ثم لانت وتوسلت وتذللت وطلبت رداً. . . أي رد
واتى الرد أخيراً. نشر كامل الخطاب بين يديه في سرعة ورجفة وقرأ. .
عزيزي كامل
أحييك وأتمنى لك الصحة والراحة. جاءني خطاباك وقد كاشفتها بحبك، فامتعضت وزمت شفتيها في احتقار وتبرم. ولم أشأ أن اجرح شعورها بعد ذلك، اجتهد أن تنسى عاطفتك