مشغولة بمستأجري الدكاكين وتوجد على أيمان الشوارع الكبيرة وعلى شمائلها دروب وحارات، وأغلب الدروب طرق مزدحمة لكل منها بوابة من الخشب كبيرة على مدخليها تقفل ليلاً، ويحرسها بواب من الداخل يفتح لكل من يطلب الدخول. أما الحارات فغالباً ما تتكون من عطفات صغيرة لها مدخل عام واحد ذو بوابة تقفل كذلك ليلاً، ولكن أكثرها يشقها درب من أولها إلى آخرها
ولابد لي من وصف دور العاصمة، وهذه الصورة التي أمامك تعطيك فكرة عامة عن خارج تلك المنازل. وتبنى الجدران الأساسية في الطابق الأول خارجاً وداخلاً من الحجر الجيري الناعم، يقطعونه من الجبال المجاورة. وعندما يقطع الحجر يكون سطحه ذا لون ضارب إلى الصفرة الخفيفة، ولكن لونه سريعاً ما يقتم. وتلون خطوط الواجهة أحياناً بالحمرة والبياض على التعاقب خصوصاً في المباني الكبيرة كما هو الحال في أكثر المساجد
ويشيد البناء العلوي بالآجر، ويغطى بالكلس أحياناً، وهو ذو واجهة تبرز حوالي قدمين، يقوم على كوابيل أو دعائم؛ والآجر لبن محروق ذو لون أحمر قاتم. ويتكون الملاط من طين بنسبة النصف، وكلس بنسبة الربع، والباقي من رماد التبن والسقط. لذلك تبدو الجدران غير المغشاة بالكلس قذرة اللون كما لو كانت مبنية باللبن. ويغطى سطح المنزل بالكلس، ويكون عادة من غير سور
ويبين الرسم رقم ٢ الأسلوب المعماري (الأكثر ذيوعاً) لمدخل المنزل القاهري. فالباب كثيراً ما يزين على هذه الطريقة المصورة، فيصبغ القسم الذي فيه الكتابة والأقسام الأخرى المتشابهة الشكل بلون أحمر يحده حد أبيض، بينما تلون بقية الباب باللون الأخضر. وأما عبارة (هو الخلاق الباقي) التي سنشرح موضوعها عند الكلام على خرافات المصريين فترى على أبواب كثيرة. وهي تنقش عادة بحروف سوداء أو بيضاء. وقلما تصبغ الأبواب ما عدا أبواب البيوت العظيمة. ويكون لها على العموم سماعة من الحديد وضبة من الخشب، وعلى جانب الباب درجتان من الحجر للركوب