يشعر به المصريون عندما تنخفض الحرارة إلى أقل من ستين درجة فاهرنهايت. وأما نوافذ الدور الدنيا فأكثرها من طراز آخر لأنها مستوية مع سطح الحائط الخارجي. وجزؤها الأعلى يكون شباكاً أو قضباناً خشبية، والجزء الأسفل له درف معلقة يقفل بها؛ والكثير منها له مشربية للقلل تبرز عند جزئه الأسفل
وتتألف المنازل، على العموم، من طابقين أو ثلاثة ويتوسط كل دار كبيرة فناء مكشوف غير مبلط يدخل إليه من دهليز ينعطف مرة أو مرتين بقصد منع المارين في الطريق من النظر إلى الداخل. وفي هذه الطرقة من داخل الباب يوجد مقعد حجري طويل يسمى (مصطبة) وهو ملاصق للحائط الخلفي أو الجانبي يجلس عليه البواب والخدم الآخرون. وفي هذا الفناء بئر يتسرب ماؤه المائل للملوحة خلال الأرض من النيل، كما يوجد في جانبه الظليل جرتان يجلب إليهما الماء يومياً من النهر في قرب. وتطل الغرف الرئيسية على الحوش، وتغطى جدرانها الخارجية بالجص وتبيض. وهناك كثير من الأبواب تفتح على الفناء، منها واحد يسمى (باب الحريم) وهو مدخل السلم الذي يؤدي إلى الحجرات المخصصة للنساء ولرب الدار وأولاده
ويوجد غالباً في الطابق الأرضي غرفة تسمى (منضرة) يستقبل فيها الزائرون من الرجال. ولهذه الغرفة نافذة واسعة من القضبان الخشبية، أو نافذتان من هذا النوع تطلان على الحوش، وأرضيتها جزء صغير يمتد من الباب إلى الجهة المقابلة منخفضاً عن بقية الغرفة بأربع أو خمس بوصات تقريباً. ويطلق عليه اسم (درقاعة). وهذه الأخيرة تبلط في المنازل الجميلة برخام أبيض وأسود، وبقطع صغيرة من القراميد الحمر الجميلة في نماذج معقدة أنيقة، ويتوسطها فوارة تسمى (فسقية) يتدفق ماؤها في بركة صغيرة قليلة الغور، مخططة برخام بلون الأرضية المحيطة بها. وتصرف مياه هذا النبع من الحوض بواسطة ماسورة. وأمامك نموذج من أرضية الدر قاعة شكل ٦ كما وصفتها آنفاً
ويوجد في نهاية الدرقاعة في مواجهة الباب رف من الرخام أو من الحجر العادي على ارتفاع أربع أقدام تقريباً يطلق عليه اسم (صفة) يستند على عقدين أو أكثر، أو على عقد منفرد؛ ويوضع تحته أوعية للاستعمال العادي مثل أوعية (العطور) والطست والإبريق المستعملين للغسيل قبل الأكل وبعده وللوضوء، كما توضع فوقه أواني المياه وفناجين