القهوة وتكسي عقود الصفة في الدور الجميلة بالرخام والقراميد على مثال بركة الفسقية أنظر (رقم ٧ ورقم ٨) كما يكسى الحائط الذي يعلوها إلى ارتفاع أربع أقدام أو أكثر تقريباً بمواد مماثلة: جزء منها بألواح رخامية كبيرة قائمة، والجزء الآخر بقطع صغيرة على أسلوب الدرقاعة. أما المنصة أو الجزء المرتفع من الأرضية فيسمى (ليوان)
ويجب على كل داخل أن يخلع نعليه في الدرقاعة قبل الصعود إلى الليوان؛ وهذا الليوان يبلط عادة بالحجر العادي، ويفرش بالحصير صيفاً وبالبسط فوق الحصر شتاء، وتوضع فوقه الحشايا والوسائد ملاصقة للجدران، ويسمى حينئذ (ديوان). وتوضع الحشية التي يبلغ عرضها حوالي ثلاث أقدام، وسمكها ثلاث بوصات أو أربعاً، على الأرض عادة. أما الوسائد وطولها بقدر عرض الحشية، وارتفاعها مساو لنصف هذا القياس، فتستند مائلة إلى الحائط. وتحشى الحشايا والوسائد بالقطن وتغطى بالشيت المطبوع أو الجوخ أو بما هو أغلى ثمناً. وأحياناً توضع الحشية على سرير من جريد النخل، وأحياناً أخرى توضع على منصة حجرية تعلو إلى نصف قدم تقريباً وتسمى (سدلة)، وهي كلمة من أصل فارسي تطلق أيضاً على فجوة عرضها مساو لعمقها تقريباً، وبها فرش ووسائد حول جوانبها الثلاثة. ويلاحظ أن بعض الغرف به مكان أو أكثر من هذه الأمكنة الداخلة تستخدم للجلوس شتاء وهي لذلك تبقى بدون نوافذ. أما حوائط الحجرة فتغطى بالجص وتبيض. ويوجد في داخل جدران الغرفة دولابان أو ثلاثة قليلة العمق، بمصاريعها حشوات خشبية دقيقة الصنع، لأن الحرارة ويبوسة الجو يعرضان الخشب للتقلص والالتواء كما لو كان داخل تنور؛ ولهذا السبب تصنع أبواب الغرف أيضاً بالطريقة نفسها. ويلاحظ أن هناك تفنناً عظيماً ومهارة فائقة في مختلف الأساليب المتبعة في صنع تلك الحشوات الصغيرة وتركيبها، وقد نشرت بعض نماذج مختارة منها شكل ٩. أما السقف الذي يعلو الليوان، فهو ذو جسور من الخشب المنقور يبعد الواحد منها عن الآخر مسافة قدم؛ ويلون بعضها أو أحياناً بذهب، ولكن هذا الجزء من السقف الذي يعلو الدرقاعة يكون في المنازل الجميلة أفخم نقوشاً وأكثر زخرفة. وبدلاً من العروق الكبيرة تسمر بضعة شرائط خشبية دقيقة في الألواح فتؤلف نماذج غريبة التعقيد، كاملة الانتظام، ذات تأثير زخرفي عظيم.
وقد رسمت جزءاً من السقف على هذا الأسلوب الزخرفي، ولكنه ليس من الطراز الكثير