ابن المقفع وأساليب النثر في عصره، ولكن هذا بحث آخر لا يتعلق بمقصدنا من نشر الكتاب
ثم أخذ الأستاذ ألفاظاً رأى أنها خالفت الصواب. وقد بينت رأيي فيها على الترتيب الذي ساقه في مقاله:
١ - ص ٣٦ س ٦: كالعظم المتعرِّق، والصواب المتعرَّق بفتح الراء كما قال الأستاذ، وهي زلة مطبعية فاقت عناية المصحح واجتهاده
٢ - ٨١: ٥ و ٦: (ولكن النفس الواحدة يفتدى بها أهل البيت، وأهل البيت تفتدى بهم القبيلة. . . الخ). قال الأستاذ: الوجه يفتدى.
وعلل هذا بقوله: فأهل البيت لا يفعلون الافتداء، وإنما يفعل بهم ذلك غيرهم. . . الخ
ولست أرى هذا الرأي، فأهل البيت يفتدون أنفسهم؛ وفي القرآن الكريم:(ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به). ومثلها آيات أخرى، فلا وجه للعدول عن المعلوم إلى المجهول. ويؤكد هذا أن اللزوم في افتدى هو الأصل؛ وقد عرضت لها التعدية، ولم ترد في القرآن إلا لازمة. فالعدول إلى البناء للمجهول عدول عن الأصل لغير سبب
٣ - ٨٧: ٦: يقول دمنة للثور: (إن أنت رأيت الأسد ينتصب مقعياً ويرفع صدره. . . الخ. فاعلم أنع يريد قتلك، فاحذره ولا تغتر إليه). يقول الأستاذ: لا يقال اغتر إليه بل اغترَّ به، ويرى أن الصواب لا تقترب إليه وقد بينت في المقدمة أن كثيراً مما وقع في الكتاب من تحريف سببه تغيير العبارات غير الشائعة إلى العبارات الشائعة. وأرى أن كل فعل يعدّى بإلى إذا أريد الانتهاء إلى ما بعده، أو الركون إليه. فلذلك يقال: استمع إليه، وجلس إليه، وسكن إليه. وفي القرآن:(إلى ربك يومئذ المستقر): فما رأي الأستاذ في أن يقال استقر إليه؟. . . فالتعدية: بالي وعلى نحوهما جائزة إن كان في الفعل ما يدل على الانتهاء أو العلو صراحة أو ضمناً. وإنما الكلام في تعدية الفعل إلى المفعول به، أيتعدى فيها الفعل بنفسه أو بالياء. . . الخ. ومعنى اغتر إليه هنا سكن إليه أو ركن أو نحو ذلك مما يتضمنه معنى الانتهاء أو الركون
٤ - ٩١: ١٢ (وندفن بقيتها مكاناً حريزاً). قال الأستاذ وهذه عبارة غير صحيحة والصواب في مكان حريز. ونقل عن همع الهوامع وشرح الكافية كلاماً في اسم المكان،