وانتهي إلى قوله:(وليس الدفن من الاستقرار في شيء فلا ينصب لفظ المكان على الظرفية المكانية) وهذه الجملة تبطل الاحتجاج الطويل الذي نقل له ما نقل عن كتب النحو. ففي الدفن إقرار واستقرار ولا ريب، وأنا أعرف أن في النسخ الأخرى:(وندفن الباقي في أصل هذه الشجرة فهو مكان حريز، أو ندفن بقيتها في مكان حريز) ولكني لا أغير نص الكتاب ولو كان غيره أرجح منه حتى يكون غلطاً واضحاً لا شبهة فيه، فكيف وليس فيه غلط ولا شبهة الغلط؟
٥ - ٩٥: ١٣ (وبلاء يضيع عند من لا شكر له) قال الأستاذ وبين اللغويين خلاف في أن يكون البلاء بمعنى الإنعام ونقل في هذا كلاماً عن نهاية أبن الأثير ولسان العرب
وليس لازماً أن يكون البلاء هنا بمعنى الإنعام، بل الأرجح أن يكون بمعنى الاختبار، والبلاء اختبار بالخير والشر. فكل معروف تصطنعه عند إنسان هو بلاء عنده.
٦ - ٢٢١ - ٥ (ولكن إيش الفائدة) قال الأستاذ: (وهذا ضبط عامي والصواب أيش). وقد بينت في المقدمة رأيي في هذا الباب ولغته وقلت:(بل أرى فيه من الركاكة ومقاربة العامية الخ المقدمة ص٥٠) ولم أتبعه إلا اتباعاً لنسخة الأصل واستيفاء للبحث.
وبعد. فالأستاذ مشكور على نقده، ولعل فيما أجبت به ما يزيل شبهته.
عبد الوهاب عزام
في مدن الحضارات
أشكر للأستاذ الفاضل كوركيس عواد العراقي ما أبداه من الغبطة بما أكتب في الرسالة الغراء (عن مدن الحضارات) وأنا سعيد لأنه يتابع ما انشره متابعة الباحث المتمكن، والقارئ المتفطن، ولا عجب إذا لفتته مدينة السلام أو دار السلام بما كتبته عنها فقد عرفت مما ينشره في الرسالة أن بغداد دار إقامته
وللأستاذ الشكر على ما كتبه خاصاً ببركة المتوكل مصححاً به ما توهمت من أنها كانت في بغداد. ولعل الأستاذ وهو جد قريب من سامراء يحدثنا حديث المؤرخ الثبت عن (المختار) و (البديع) أجمل قصورها وعن ساجهما الذي حمل إلى (الجعفري) وعن (المتوكلية) التي بناها قرب سامراء وبنى فيها قصر (اللؤلؤة)