للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الملك:

- ما هذه الأسماء يا شهرزاد؟

- أسماء لأشربة يا مولاي اخترعها الفرنجة للخمر وكلها مسكر والعياذ بالله. ثم زين مكان الحفلة بالثريات الكهربائية، والأوراق الملونة، ووقف الخدم في ثيابهم الزاهية. . . وما حان الموعد حتى توافد المدعوون من كل جانب في ثياب السهرة. . .

- وكانت السيدات مزدانات بالحلي، وقد كشفت كل واحدة عن مفاتنها، فبدا جسدها العاري وصدرها المكتنز. . .

- قال الملك:

- أمام الناس!

- أجل يا مولاي أمام الناس، فما من ضير في هذا بعد أن شاع السفور وتواضع الناس على اختلاط الجنسين، وحتى المصريات كن بهذه الأزياء. ثم دار الرقص فتخاصر الجنسان كل رجل مع سيدة يرقصان (الرومبا) و (الفوكس تروت)

قال الملك:

- عجب!. . . وهل يرقص الرجال!

- فأجابت شهرزاد:

- نعم!. . . إنهم يرقصون طوعاً للمدنية الحديثة التي ترى في الرقص نوعاً من أنواع الرياضة

وعندئذ أشار الجاسوس للشاطر ممدوح على سيدة ومعها رجل يرقصان. وقال له:

- هذه أختك. . . والذي معها زوجها وهو أكبر محتال في الوجود

وأقترب ممدوح من أخته، فجأة أطفأت الأنوار، وبعد قليل أضيئت، وتفقد سيدات كثيرات حليهن فلم يجدنها، وكان ممدوح قد رأى أخته وهي تخفي في حقيبة يدها حلياً، فحار في أمره لا بد أن تفتش، ولا بد أن تظهر أنها سارقة، فهل ينقذها. ويعمل على خلاصها لأنها أخته، أم يتركها تفضح دون أن يكشف لها عن حقيقة نفسه!

تنازعته عواطف مختلفة وتآمرت عليه الانفعالات الشديدة هل ينقذها؟ هل يتركها؟ هذان هما السؤالان البارزان في رأسه؟ وأخيراً راح يعمل على تنفيذ أحد الاقتراحين اللذين

<<  <  ج:
ص:  >  >>