دوراً. وهناك غازات سامة ما يكاد الإنسان يستنشقها حتى يموت، وقذائف من كل صنف تحملها الطائرات في الجو والسابحات في البحر
- وي! كأني أسمع عما يحدث في يوم القيامة. . .
- هذا هو الواقع يا مولاي. فالمدنية التي استحدثها الفرنجة تحمل عناصر هدمها. . . ولنعد إلى الشاطر ممدوح فإنه لم يكد يستقر به المقام حتى بث العيون والأرصاد تفتش له عن أخته التي تركها صغيرة
وبعد أيام عاد إليه عين من عيونه التي أطلقها يقول. . .
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
فلما كانت الليلة الثالثة بعد الألف قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن عيناً من عيون الشاطر ممدوح عاد إليه يقول: إنه عرف مكان أخته (نفيسة)، ولكنه يعتذر عن التفوه بكلمة مما بلغه عنها
وعندئذ غضب الشاطر ممدوح واشتد غيظه، فأمسك بالجاسوس من رقبته يريد أن يخنقه قائلاً:
- أن لم تقل لي - أيها الكلب - ما هنالك قذفت بك من النافذة. . .!
وخاف الجاسوس على حياته عندما رأى روح الشر في المليونير فوعده بأن يقول. ثم راح يتحدث قائلاً: أنه لم يصر على الصمت إلا رغبة منه في عدم إزعاج الشاطر ممدوح، فإن أخته بعد وفاة والديها، تولى تربيتها أحد أقربائها، وقد ظلت في كفالته خمس سنوات ذاقت فيها الويل والعذاب من زوج قريبها التي كانت تضربها لأتفه الأسباب. . . وأخيراً، هربت من ذلك الجحيم، سارت على وجهها حتى لقيها ذئب بشري. . . فاختطفها وراح يعلمها السرقة، وهي صغيرة لا تكاد تميز. . . ثم كبرت ونضجت أنوثتها. . . فتزوجت أفاقاً راحا معاً يغامران في الحياة ويتظاهران بالوجاهة والأناقة. . .
وبعد أن سمع الشاطر ممدوح هذه المعلومات استغرق في سبات عميق. . . ثم انهمرت دموعه على خديه، وأصبح كالمجنون لا يستقر على حال. وأخيراً فكر في طريقة، فدعا إلى مأدبة ساهرة، وما حل موعدها حتى كانت الموائد قد نسقت، وأقداح الشراب قد اعتدت. . . شراب: الكونياك والويسكي والشمبانيا والبيرة وما هنالك من أصناف. . .