واذكروا صباً إذا غنى بكم ... شرب الدمع وعاف القدحا
ثم فاضت دموعه حتى أصبحت كالأنهار. . . وأخيراً قرر أن يسافر إلى مصر فأعد عدته وركب الباخرة
قال الملك:
- وما هي الباخرة يا شهرزاد؟ أهي القطار البخاري؟
- قالت شهرزاد:
- أجل يا مولاي. . . قطار بخاري يسير في الماء ويتسع لمئات من الراكبين دون قلوع ولا مجاديف. وقد اختار الشاطر ممدوح جناحاً له في الباخرة على أفخم ما يكون من الروعة والجمال؛ فلما وصل إلى مصر ذهب إلى فندق (الكونتننتال)
- قوليها مرة أخرى! يخيل أنها رطانة يا شهرزاد!
الكونتننتال يا مولاي! اسم خان ولكنه فخم كأنه بيت وزير من الوزراء، وينزل فيه الملوك والأمراء والعظماء، وتملكه شركة من الأجانب يعرفون كيف يستغلون خيرات مصر دون أهلها الفقراء. وقد نزل الشاطر ممدوح في هذا الفندق وتقاطر عليه مندوبو الصحف من كل مكان
قال ملك:
- مندوبو الصحف! وما هي الصحف يا شهرزاد؟؟
قالت شهرزاد:
- هي جرائد يا مولاي تطبع كل يوم حاملة الأنباء والمعلومات والطرائف؛ أما كيف تطبع فقد اخترعوا آلة لطباعة الكلمات
- عجباً يا شهرزاد؟ كأنني أستمع إلى أقصوصة عن الجان!
- حاشاك يا مولاي! فالإنسانية في هذه الأيام التي أحدثك عنها تقدمت، والعقل البشري نضج فأصبح مخترعاً، ولكنه لم ينج من الجمع بين الخير والشر في اختراعه
- وكيف كان ذلك
- لقد اخترعوا كل ما يضمن أسباب الراحة والهناءة للإنسان، ولكنهم اخترعوا كذلك المدمرات والمهلكات. . . فإن قنبلة في حجم الكف قادرة على أن تدمر بناء من عشرين