وإن كان الحافز هو الشوق إلى فهم أسرار العقيدة الإسلامية فأنا أرجو حضرة السائل أن يراعي المسائل الآتية حين ينظر في الكتب التي تشرح أصول الدين الإسلامي:
أولاً: لا يجوز القول بأن الإسلام مسؤول عن جميع ما سطر باسمه عن حسن نية من أقوال بعض الوعاظ والفقهاء، حتى يجوز اتهامه بقبول الأباطيل والأضاليل، كالذي يقع في كلام أهل الغفلة عن روح الإسلام، وهو من أوهامهم براء
ثانياً: لا يجوز الاعتماد على ما قاله بعض أئمة المسلمين في ساعة غضب، كالذي نقله الأديب تادرس مسيحية عن الشيخ محمد عبدة إذ يقول:(لو أخذنا مسلما من شاطئ الأطلنطي، وآخر من تحت جدار الصين، لوجدنا كلمة واحدة تخرج من أفواهها وهي: إنا وجدنا آبائنا. . .)
فتلك كلمة قالها الشيخ محمد عبدة في ساعة من ساعات غضبه على من كان يناوئه من رجال الدين بلا فهم ولا إدراك، وإلا فهي كلمة مفترا على المسلمين، وفيهم ألوف الألوف من أهل البصيرة واليقين.
ثالثاً: يجب أن يكون مفهوماً أن تقاليد الإسلام تعرضت لما تعرضت له تقاليد سائر الديانات من التشويه والتحريف، فمن الظلم أن يؤخذ الإسلام بعبارات دونت في عصور الظلمات، ولو نسبت إلى بعض الأكابر من العلماء.
رابعاً - مرت أوقات على الباحثين من المسلمين وهم لا يفطنون إلى اخطر التساهل في سرد الظنون والفروض، ولو عقلوا لأدركوا أن التساهل ستكون له عواقب سود، كأن يصبح حجة ينتفع بها خصوم الشريعة الإسلامية، وهم قد انتفعوا بما في بعض التفاسير من أباطيل.
خامساً - يجب أن نفهم أن الإسلام قد سيطر على كثير من أمم المشرق والمغرب، وهذه السيطرة نفعته من جانب وأضرته من جانب: نفعته لأنها كانت شاهدا على قوته الذاتية، وأضرته لأنها كانت السبب في مزج روحه الأصيل بأوشاب الآراء الموروثة عن تلك الشعوب؛ فمن العدل والإنصاف أن ننزه الإسلام عما أضيف إليه بسبب الغفلة أو بقصد التضليل
سادساً - قد اختلف المسلمون أنفسهم لأسباب عنصرية أو سياسية؛ وكان من نتائج هذا