الاختلاف أن يتأثر المؤلفون بالنزعات العنصرية والسياسية وهي نزعات توجب على الباحث أن يحترس ويحتاط، حتى لا يحمل الإسلام ما لا يطيق، ولو كان من غير المسلمين، لأن نزاهة الحكم واجبة على الجميع
سابعاً - لم يغفل أكابر المسلمين عما أضيف إلى الإسلام من الأباطيل، فكل اعتراض له دفع، وكل شبهة لها تفنيد، فإن رأيت ما يسوءك من كلام بعض الوعاظ أو بعض الفقهاء فارجع إلى ما دحض به على ألسنة الموهوبين من أهل الإسلام الصحيح، وذلك في مقدورك إن أردت الاهتداء
ثامناً - بيننا وبين ظهور الإسلام نحو أربعة عشر قرناً، فحدثني أيها المنصف، حدثني كيف تمر هذه القرون بدون أن تجنى على ذلك الدين بالتحريف والتزييف؟ وهل سمعت برأي عاش أربعة عشر عالما بدون أن يتعرض للمسخ والتشويه؟ فكيف يعيش دين أربعة عشر قرناً وهو في أمان من أهل التزيد والافتراء، وله ملايين من الخصوم والأعداء، فضلاً عما له من الأصدقاء الجهلاء؟!
إذا صح هذا - وهو صحيح صحيح - فكيف يؤخذ الإسلام بآراء مدخولة أملاها الحقد الأسود، أو صاغها التودد إلى بعض الوثنيات البوائد في الممالك الآسيوية والأفريقية والأوربية في عصور غاب عنها الناقد الرشيد؟!
تاسعاً - المصدر الأصيل للعقيدة الإسلامية هو القرآن، فماذا في القرآن من اللبس والغموض؟ وماذا فيه مما يوجب الشك والارتياب؟
في القرآن كلمات تحتاج إلى تأويل، لبعد العهد بيننا وبين ظهور القرآن، وأنا حاضر لتأويل تلك الكلمات، على شرط أن يكون مناظري طلاب فهم وحق، لا عشاق لجاجة وعناد
عاشراً - عاش الإسلام نحو أربعة عشر قرناً برغم القوا صف والعواصف والأعاصير؛ وأنشئت في دحضه وتزيفه ألوف الألوف من الخطب والرسائل والقصائد والمؤلفات، فهل يتصور عاقل أن الباطل تكون له مثل هذه القوة العاتية؟
إن كان للباطل مثل هذه الصلاحية للبقاء فسأغير رأيي، وسأقول إن الثبات على الخطوب من صور الحق الغلاب، ولو قيل في معنى الثبات ما قيل (بغض النظر عن عقيدتي الصوفية في الأنس بجميع صور الوجود)