وقد أهمل هذا اللفظ كثير من اللغويين، منهم الليث، والجواليقي، وابن دريد، والزمخشري، مع أنه مستعمل قديماً وجاء في شعر أبي دُوَاد الإيادي، يصف فرساً وصفه بانتفاخ جنبيه:
أجوف الجوف فهو منه هواء ... مثلُ ما جافَ أبزَناً نجَّار
وأبو دواد جاهلي. ويفهم من هذا الشعر أنه يصنع أحياناً من الخشب، لِمَا جعل صانعه النجار. وكأن بعض العرب كانوا يجتزون بالخشب عن النحاس، قال ابن بري:(الأبزن شيء يعمله النجار مثل التابوت)، وأنشد بيت أبي دواد. وروى البخاري أن أنس ابن مالك قال:(إن لي أبزناً أتقحَّم فيه وأنا صائم)
وقد فسر (الأبزن) في هذا الحديث بأنه الحوض الصغير، أو حجر منقور كالحوض، أو شيء يتبرد فيه وهو صائم يستعين بذلك على صومه من الحر والعطش.