هذا السلاح لم يحقق ما بنى عليه من آمال، ولذا أصبح عمل الطائرات الألمانية الرئيسي هو القيام بمهمة استكشاف مواقع السفن واتجاهاتها وإبلاغ ذلك باللاسلكي إلى الغواصات لتهاجم هذه السفن
وعدد السفن الذي يصل إلى بريطانيا سالماً هو الذي يقرر إن كان في مقدورها أن تحافظ على سلامة هذا الخط الحيوي بينها وبين أمريكا، وأن تضمن دوام وصول الإمدادات إليها. ويقول المستر نوكس:(إن هتلر يعمل على ألا تصل المؤن والذخائر إلى بريطانيا، لأن في وصولهما هزيمته. إننا لا نرضى لمنتجاتنا أن تغرق في الأطلنطي، وستلحقنا الهزيمة إذا رضينا بذلك. يجب علينا أن نفي بوعدنا ونساعد بريطانيا لأنها عانت كثيراً في الحرب الكبرى الماضية لما كان قد لحق أسطولها من الوهن من جراء نشاط العدو. ففي أبريل من سنة ١٩١٧، أغرقت الغواصات الألمانية من السفن البريطانية ما حمولته مليون طن تقريباً. وكان الألمان يتوقعون انهزام بريطانيا في ذلك العام، ولكن تطبيق نظام القوافل البحرية ووصول المدمرات الأمريكية، وسفن الحراسة، واختراع الأجهزة المخبرة عن الغواصات، قد أضعف كثيراً من خطر الغواصات).
ويحاول هتلر الآن جهد طاقته كسر شوكة بريطانيا البحرية ويبذل في ذلك أعنف الجهود. فإن دخول إيطاليا الحرب، وما يحرض به اليابان من قيامها بمناورات دبلوماسية وعسكرية، إنما هي خطة يرمي من ورائها إلى إرغام إنجلترا على استخدام أسطولها في ميادين بحرية متعددة لتتوزع قواه، وتقل مقدرته، ويصبح من السهل على هتلر أن يضربه الضربة القاضية. وأن مجرد وجود الأسطول الإيطالي في البحر المتوسط قد أضطر بريطانيا إلى الاحتفاظ بوحدات عديدة من أسطولها في هذا البحر في وقت تحتاج فيه إلى هذه الوحدات في الأطلنطي لتعمل ضد الغواصات، وفي حراسة القوافل. وقد فطنت بريطانيا إلى ذلك وعملت من جانبها على إحباط السياسة الألمانية فأجرت بعض القواعد البحرية للولايات المتحدة، أو بمعنى آخر ألقت مهمة الدفاع عن هذه القواعد على عاتق الأسطول الأمريكي، وذلك لتقلل من الأعباء الملقاة على عاتق الأسطول البريطاني وتوجه قواه لمناهضة العدو وتأمين طرق قوافلها التجارية وضمان وصول الإمدادات إليها
عندما بدأت الحرب كانت بريطانيا تملك من السفن ما حمولته