للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قبل ظهور العدد الماضي بثلاثة أيام قدمت الكلمة السابقة لمطبعة الرسالة، وراعني أن أجد أحد الأدباء سبقني بكلمة عن أبيات ابن رشيق، ولم تكن تلك الأبيات بعيدة مني، فهي من شواهد كتاب (الموازنة بين الشعراء) ولكن الحظ قضى بأن تكون (الجائزة السنية) من حق ذلك الأديب وقد وصلت كلمته قبل كلمتي

وهنا تظهر مشكلة جديدة تصورها الأسئلة آلاتية

١ - حكم الأستاذ الكبير (ا. ع) بأن عبارة (من جديد) لم تكن شائعة بيننا قبل نحو عشر سنين، فهل يؤمن بقيمة الاستقراء الفردي في اللغات؟

٢ - وحكم بأنه ما كان يتوهم قط أن تصل هذه العبارة يوماً إلى أقلام البلغاء، فهل يتفضل فيشرح الأسباب التي تمنع وقوع هذه العبارة في كلام بليغ، ولو صح القول بأنها منقولة عن اللغات الأجنبية؟

٣ - ورجح القول بأنها مترجمة عن الإنجليزية، وأقول إن لها نظيراً في الفرنسية، فهل يجب أن ننفي من لغتنا كل عبارة لها نظائر في لغات الأجانب؟

٤ - قال أستاذنا (ا. ع) إنه جهد في أن يخرج هذا التركيب في مختلف أوضاعه تخريجاً سائغاً فلم يوفق، ثم قال: (قد يكون التقدير في عبارة الدكتور (من وقت جديد) أو (من شيء جديد) أو (من أمر جديد) مثلاً، ولكن كيفما قدرنا هذا الموصوف ألفينا الكلام غثاً لا معنى له)

ومن حقي أن أسأل أستاذنا عن الموجب لهذا التقدير وهو من صور التكلف والافتعال؟ يضاف إلى ذلك أن البحث عن أصول التعابير يضيع الغرض الأصيل وهو الإيجاز ويفقد التعابير حظها من الذاتية البيانية.

إن أجاب سعادة الأستاذ عن هذه الأسئلة بما يقنع فله عندي جائزة سنية، على شرط أن يخص السؤال الثاني بالعناية والاحتفال.

زكي مبارك

من جديد

اطلعت في العدد (٤٢٧) من (الرسالة) على كلمة للأستاذ الفاضل محمود عزت عرفة،

<<  <  ج:
ص:  >  >>