يعقب بها على ما كتبته في تخطئة قول بعضهم:(من جديد)؛ ويستشهد لعربية هذا التعبير بما رواه لابن رشيق في إحدى قصائده.
ولقد طربت - علم الله - لهذا التصويب، وإن كان لا ينزلنا منزلة اليقين؛ - كما قال الأستاذ - يميل بنا إلى الجزم بانتهاء هذا التعبير إلى العربية الصحيحة، ويبعد بنا عن فكرة أنه مترجم عن الإنجليزية لقدم عهده.
وإني أشكر للأستاذ إفادتي وخدمته للغة بكشفه هذا.
هدانا الله إلى السداد، وألهمنا الصواب فيما نقول ونعمل.
(ا. ع)
الذي حرك العالم!
تساءل الأديب الفاضل أحمد الشرباصي في العدد الخامس والعشرين بعد الأربعمائة من (رسالتنا الغراء) عن السبب في تسمية (الجاز) المستعمل في المنازل بأسماء مختلفة، فقال: إن الحكومة تكتبه في البطاقات التي تعطى شهرياً للجمهور باسم (الكيروسين)، وكتاب السياسة يسمونه (البترول)، والعامة تسميه (الجاز)؛ ويقترح الأديب أن يطلق عليه (النفط)، كما كان يسميه العرب وتسمى منابعه (النفاطات).
والواقع أن (الجاز) أحد مشتقات عديدة تستخرج من زيت معدني هو البترول، أي أن كلمة (الجاز) لا ترادف كلمة (البترول)، والعلاقة بينهما هي علاقة الفرع بالأصل. وأما كلمة (الكيروسين)، فهي ترجمة إفرنجية علمية صحيحة للجاز، وموضوع (البترول) موضوع كيميائي متشعب. والمكتبة الإفرنجية غنية بالمصنفات العديدة عنه نظراً لأهميته الحيوية لجميع الأمم، سواء المتحاربة أم المسالمة، فما من مصنع يشتغل، أو سيارة تتحرك، أو طائرة تحلق، أو قطار يسير، أو بيت يعمر بأهله، إلا كان للبترول ومشتقاته فضل كبير في ذلك: فمنه يستخرج بنزين السيارات والطائرات، ومنه تستوقد النيران في المنازل بالجاز، ومنه زيوت التشحيم بأنواعها المختلفة، ومنه زيوت الديزل والمازوت للوقود، ومنه الشمع، ومنه الإسفلت. وأما كلمة (الجاز) التي شاعت على لسان الجمهور فأغلب الظن أنها مأخوذة من أحد زيوت البترول المسمى جاز أويل وهو نوع خفيف من زيت الديزل ويستضاء