التعمق والاستقصاء، ولتكون له جميع خصائص ال بحيث يمكن للسابقين أن يصبحوا ولهم منازل أدبية وعلمية تستوجب الالتفات.
والخطأ يرجع إلى الأساس الذي يبنى عليه تكوين اللجان، فتلك اللجان تختار في الأغلب من رجال مشغولين، وهم الرجال الذين تختارهم وزارة المعارف لجميع اللجان، كأنهم من (أهل الخطوة) وكأنهم يقدرون على كل شيء، فهم أعضاء في كل لجنة، وهم شهود في كل اجتماع، وهم زينة جميع الحفلات!!!
واختيار اللجان على هذا الأساس يضيع المقصود من المسابقة بعض التضييع، فالأصل أن يكون عند الممتحن من الوقت ما يسمح بأن يراجع مواد الامتحان بعناية وتدقيق، ليدرك الفروق الخفية بين مواهب الممتحنين، وليشعر المتسابقين بقيمة التعمق والاستقصاء، وذلك لا يتيسر لرجل مشغول، وأعضاء اللجان عندنا رجال مشاغل بحرفة الاشتراك في اللجان، وهي حرفة لم نجد لها أثراً فيما قرأنا من كتب التاريخ! جعل الله كلامي خفيفاً على جميع أعضاء اللجان!
أما بعد، فقد ثار على هذا النظام (ستة نفر) من المدرسين بالمدارس الابتدائية؛ وهم الأساتذة: محمد أبو الفضل إبراهيم، وعبد السلام محمد هارون، وعلي محمد البجاوي، وإبراهيم الأبياري، ومحمد سعيد العريان، وعبد الحفيظ شلبي. وهم يرجعون أن يرقوا إلى المدارس الثانوية بدون امتحان
ولكن كيف وهو نظام لا يثور عليه رجل حصيف؟؟
هم يجيبون بان لهم جهوداً في (التأليف والتحقيق الأدبي) وتلك الجهود لا تقل قيمة عن الجهود التي تبذل في الاستعداد لذلك الامتحان!
وأقول إن هذا حق، فلهؤلاء المدرسين جهود محمودة في التأليف والتحقيق، وفيهم من وصل إلى الابتكار في بعض الفنون.
ولكن وزارة المعارف لا يعجزها أن تجيب، فهي تقول إن هذا الباب إن فتح فسيتيح فرصاً كثيرة لأدعياء التأليف والتحقيق. وهي تقول أيضاً إن المؤلف أو المحقق لا يجوز له النكول عن مثل ذلك الامتحان.
وأنا أرى ما ترى وزار المعارف في هذا الموضوع؛ ولكن الحجة التي ساقها هؤلاء (النفر)