تراه حديد الطرف أبلج واضحاً ... أغر طويل الباع، أسمع من سمع
وليس في الحيوان شيء عَدْوه كعدو السمع لأنه أسرع من الطير، يقال: وثبات السمع تزيد على عشرين أو ثلاثين ذراعاً. .
(وله طعمان أرْىٌ وَسرْىٌ=وكلا الطعمين قد ذاق كل)
(الأرى) يراد به العسل، وإن كان في الأصل عمل النحل
قلت: (الشرى): الحنظل، وفي المقصورة الدريدية:
ليَ التواء إن معادي التوى ... ولي استواء إن مولى استوى
طعميَ شرى للعدو تارة ... والراح والأرى لمن ودي ابتغى
(يركب الهولَ وحيدا ولا يص_حبُه إلا اليماني الأفل)
قلت: سيف أفل: ذو فلول، وفلوله كسور في حده. وسيف أفل: ذم لما به من الخلل الظاهر، ومدح لما ضرب به كثيراً. سأل عروة بن الزبير عبد الملك أن يرد عليه سيف أخيه عبد الله، فأخرجه في سيوف منتضاة، فأخذه عروة من بينها، فقال له عبد الملك: بم عرفته؟
فقال: بما قال النابغة:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب
(وفُنُوٍ هجّروا ثم أسْروا=ليلهم حتى إذا إنجاب حلّوا)
(فتو) جمع فتى (هجروا) ساروا في الهاجرة. يريد أنهم وصلوا السير بالسرى
(كلُ ماض قد تردى بماض=كسنى البرق إذا ما يسل)
ارتدى بسيفه، وتردى، واعتطف به، ويسمى السيف الرداء والعطاف
قلت: (السنى): الضوء. كل رجل ماض قد تردى بسيف ماض. (الماضي) الجسور المقدم، والماضي الأسد لجرأته والسيف لنفاذه في الضريبة. مضى السيف مضاء قطع
(فأّدركنا الثأرَ منهم ولما=ينج ملْحيّين إلا الأقل)
قلت: (ملحيين) من الحيين، حذف النون لسكونها وسكون اللام من الحيين كما قالوا في بلعنبر وبلحارث - يريدون بني العنبر وبني الحارث - ونحو من هذا قول قطري:
غداة طفت عَلْماءِ بكرُ بن وائل ... وعجنا صدور الخيل نحو تميم
أراد على الماء، ولا يقولون مثل هذا في بني النجار؛ لأنهم لو قالوا: بنجار لحذفوا النون،