(وبما صّبحها في ذَراها=منه بعد القتل ذهب وشلّ)
قلت: (ذراها) مأواها، مكانها. الذرى كل ما استترت به، يقال: أنا في ظل فلان وفي ذراه، أي في كنفه. (الشل): الطرد، ومر فلان يشلهم بالسيف أي يكسؤهم - يتبعهم ويطردهم -
صِلَيت مني هذيل بخِرق ... لا يملّ الشر حتى يملوا
قلت: الخرق: السخي الكريم الجواد يتخرق في السخاء ويتسع فيه. والكريم الجواد شجاع، والشجاعة أخت الكرم، والخرق: الفتى الكريم الخليقة
(ينهل الصعدة حتى إذا ما=ما نهلت كان لها منه عل)
(الصعدة): القناة تنبت مستوية، وجمعها صعدات - بفتح العين - لأنها أسم، ثم قيل في المرأة المستوية القامة والأتان الطويلة. . صعدة، وهي وصف لهما، ويجمع حينئذ على صعدات - بسكون العين - لكونها صفة.
قلت: النهل: الشرب الأول وقد نهل وأنهلته أنا، والعل والعلل: الشربة الثانية؛ وقيل الشرب بعد الشرب تباعاً، ومن المستعار عله ضرباً أي تابع عليه الضرب.
(حلت الخمر وكانت حراماً=وبلأي ما ألّمت تحل)
(ما ألمت) يجوز أن تكون (ما) صلة، ويجوز أن تكون مع الفعل بعده في تقدير المصدرية. (بلأي) ببطء. ألمت حلالاً أو إلمامها حلالاً (الإلمام) الزيارة الخفيفة، وتوسع فيه فأجرى مجرى حصلت عندي.
قلت: في حديث أم أيمن (رضى الله عنها) فبلأي ما استغفر لهم، أي بعد جهد ومشقة وإبطاء. ويقولون: لأياً عرفت. وبعد لأي فعلت. قال زهير:
فلأياً بلأي ما حملنا وليدنا ... على ظهر محبوك ظماء مفاصله
نصبه على المصدر موضع الحال، والتقدير حملنا وليدنا مبطئين ملتئين. (المحبوك) الشديد الخلق (الظماء) القليلة اللحم، وهو المحمود منها، وأصل الظمأ العطش.
قالوا: إن من عادتهم تحريم الخمر على أنفسهم حتى يدركوا ثأرهم، قال امرؤ القيس:
حلت لي الخمر وكنت امرأ ... عن شربها في شغل شاغل
فاليوم أشرب غير مستحقب ... إثماً من الله ولا واغل
يقول هذا حين قتل أبوه ونذر ألا يشرب الخمر حتى يثأر به، فلما أدرك ثأره حلت له.