للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أشرب: سكنت الباء ضرورة، ومن يرد هذا ينشد: فاليوم أسقى أو فاليوم فاشرب (الواغل) الداخل على الشرب ولم يدع.

فاسقنيها يا سوادَ بنَ عمرو ... إن جسمي بعد خالي لخل (الخل) المهزول. (سواد) رخمه عن

سوادة، ولك أن ترويه: يا سواد بن عمرو

قلت: في (يا زيد بن عمرو، ويا هند ابنة فاطمة) يجوز في زيد وهند وجهان: الضم على الأصل والفتح للاتباع، وحق الصفة أن تتبع الموصوف، وههنا قد تبع الموصوف الصفة، والفتح يختار ولا يجب، وقد ذهب بعضهم إلى وجوبه

هذا البيت يذكرنا ببيتين في (الجناس المعنوي) لأبي بكر ابن عبدون، فقد قال وقد اصطبح بخمرة ترك بعضها إلى الليل فصار خلاً:

ألا في سبيل اللهو كأس مدامة ... أتتنا بطعم عهده غير ثابت

حكت بنت بسطام بن قيس صبيحة ... وأمست كجسم الشنفري بعد ثابت

بنت بسطام بن قيس كان اسمها (الصهباء) والشنفري قال: (اسقنيها. . . البيت) والخل هو الرقيق المهزول فظهر من كناية اللفظ الظاهر جناسان مضمران في صهباء وصهباء، وخل وخل، وهما في صدر البيت وعجزه. والجناس المعنوي المضمر هو أن يضمر الناظم ركني التجنيس، ويأتي في الظاهر بما يرادف المضمر للدلالة عليه، فإن تعذر المرادف أتى بلفظ فيه كناية لطيفة تدل على المضمر بالمعنى كقول أبى بكر السابق، وهو أحسن ما سمع من هذا النوع

أنا ممن يقول: عوذ بالله من هذا (البديع) وأهله، وما سطرت ما سطرت إلا إكراماً لتأبط شراً وابن أخته الشنفري وخلف الفرغاني وغوث الجرماني.

(تضحك الضبع لقتلى هذيل=وترى الذئب لها يستهل)

استعار الضحك للضبع، والاستهلال للذئب، وأصل التهلل والاستهلال في الفرح والصياح.

(وعتاق الطير تغدو بطانا=تتخطاهم فما تستقل)

يروي: تهفو بطانا وهفت بمعنى تطير، يقال: هفت الصوفة في الهواء: إذا ارتفعت. بمعنى يعتاق الطير أكلة اللحمان وعافية الجيف.

قلت: العتيق: الخيار من كل شيء: النمر والماد والبازي، وعتاق الطير الجوارح منها،

<<  <  ج:
ص:  >  >>