فوزارة المعارف لم تستطع إلى الآن أن تكون وزارة تربية، وإنما ظلت وزارة تعليم بمعناه الضيق القديم: أي وزارة تلقين معلومات جافة، ودراسات ميتة لا أثر للتجديد والابتكار فيهما. وبرامجها الدراسية أصدق شاهد على هذا؛ فهي كل يوم في شأن، ولها في نهاية وبداية كل عام دراسي ضحايا يعدون الآن بالآلاف يبتلعهم المجتمع المضطرب القاسي والكفاح الذي لا يرحم. فإذا شبهنا المجتمع بصرح مشيد، أو بناء قائم، كان فيه ألئك الطلبة الفاشلون كأنقاض الهدم! فكل شاب متعلم فاشل هو (شهادة فقر حية) لنفسه ولأسرته. وهو جزء خَرِب في آلة المجتمع. فهل أحست وزارة المعارف بمسئوليتها في هذا الخلل الخطير الكائن بجسم المجتمع؟؟ أم هي مشغولة بكبار موظفيها وترقياتهم وأغراضهم، ذاهلة عن رسالتها، حائرة في تحديد مهمتها!؟