سنة الله في إنشاء الكائنات (ولن تجد لسنة الله تبديلا)
والأستاذ (أرنست هيكل) يذكر في أكثر كتبه أعظم شعراء الجرمان ومفكريهم - كما يصفه - مفخماً ومتقوياً بأقواله في مقالته (الوَحدية) ومباحثه المحكمة المحققة النشوئية. وقد أورد في كتابه (تأريخ الخلق الطبيعي) في الباب الرابع نصوصاً أو شذرات من مؤلفات (غوث) تعلن سبقه رجال (المذهب) في الاهتداء إلى ما هداه الله إليه.
وكان نابغة الجرمان، سيد الجرمان يجل قائدنا وهادينا (أبا القاسم) إجلالاً كبيراً. ولن تغشّى حسناتٍ لغوث تخاليطُ في (رواية). وقصيدته في يوم النصر، يوم الفصل، يوم (بدر) وشهدائه المؤمنين الخالدين الأبطال - شمس تضيء، شمس مضيئة أو سورة. وإن قوله في (القرآن) لهو القول. إنه يراه قد أعطِى فيه كل مقام حقه، وأخذ كل معنى من مقاصده لفظه كما يراه قوياً (إشْتْتِرْنكْ) عظيماً سامياً متعالياً (إرْهابِنْ) رائعاً مهيباً (فورْشْتْبارْ) قد خرق العادة؛ فلا غرو أن يبلغ أثره في العالم حيث بلغ.
يا كتاب محمد، يا كتاب عظيم الدنيا، يا أعظم كتاب في هذا الكون، يا خالق هذى الأمة، يا باني ذاك المجد، هل يعرفك حق معرفتك إلا العبقريون، إلا الأقطاب الأغواث (الغوثيون)؟!
هل يعرفك الجهلاء الأغبياء البله العمهون؟
هل يعرفك العوام أو أشباه العوام من الأدبيين والمعمعيين؟
هل يعرفك الشعارير أو المتشاعرون والكوتبيون الصغيرون الحقيرون الأّمعون؟
هل يعرفك كل وغد نغل (مزور) مائن من المضللين الوقحين؟
ألا إن القرآن في الكلام مثل محمد في الأنام، فإن وجدت لمحمد خطيراً ألفيت للقرآن نظيراً (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً).
وكان الأستاذ الأكبر (أرنست هيكل) يجهر كذلك بتبجيل (أكبر معاني الكون وصفوة النوع الإنساني)، وبتفضيل شرعته
- والإسلام يعلو ولا يُعْلى - على تينك النحلتين. وذكره معظماً في كتابه (أحاجي الكون) أو معضلات الكون - وفي غيره من كتبه - وأظهر في ذلك الكتاب الهادي أثر زيارته