بإحصائية من تقريرات حضرات المفتشين المختصين عن خمس سنوات أو عشر أو بأية وسيلة أخرى. فتبين لها أن أغلبية المدرسين أو عدد كبير منهم ضعفاء في المادة العلمية وحينئذ تتجه اتجاهاً معقولاً إلى تقوية التحصيل في أوساط المدرسين.
ولكنها لم تقم في هذا الإحصاء، والظواهر جميعها لا تشير إلى ضعف الأساتذة في مادتهم العلمية، وإن كانت هناك في بعض الحالات نواح من الضعف في الثقافة العامة وفي مسايرة المجتمع والعالم في خطواته وفي نمو الشخصيات المطرد في أوساط المدرسين منشأها مراعاة الأقدمية وحدها في النقل إلى المدارس الثانوية، وتسرب المحسوبية إلى المدارس على حساب الكفايات العلمية كذلك!!
ثانياً: أن المسابقة في وضعها الحاضر لا تضمن النمو المطرد في ثقافات الناجحين وشخصياتها، طالما أنها لم تعن بهذه الناحية أية عناية. وليس ما يمنع هؤلاء أن ينسوا هذه المعلومات التي حفظوها بعد نجاحهم ووصولهم إلى ما يبتغون من النقل إلى التعليم الثانوي، كما يصنع التلاميذ الذين نحشو أدمغتهم حشواً بالمعلومات على طريقة المسابقة سواء بسواء!
ولو أن المسابقة وجهت همها إلى اختبار الثقافة والعقلية والتأكد من نمو الشخصية لضمنت استمرار صلاحية المدرسين فالشخصية النامية لا تتغير بل يزيدها الزمن نمواً وثقافة، ولأن حوافزها إلى المعرفة والاطلاع حوافز شخصية قد تذكيها المسابقة ولكنها أصيلة على كل حال.
وأصحاب هذه الشخصية هم الذين تضمن بهم رقى الثقافة ونهوض التعليم في المدارس الثانوية وسواها، ونضمن ألا ينتكسوا بعد اجتيازهم حوافز السباق!
وقد كان يصح للستة الذين روى عنهم الدكتور زكي، أن يستندوا إلى مثل هذا الرأي فيعدوا اشتغالهم بالتأليف والتحقيق العلمي قبل المسابقة دليلاً على أصالة هذه الحوافز في نفوسهم وضمانتها لصلاحيتهم؛ لولا أنهم آثروا أن تستهويهم هالات موهومة حول شخصياتهم الكريمة!
ثالثاً: أن النتائج العملية للمسابقة - على فرض أنها ستؤدي إلى اختيار أصلح العناصر - تؤدي في الوقت ذاته إلى نتيجة سيئة على التعليم الابتدائي الحكومي والتعليمين الابتدائي