للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أسئلة وأجوبة

لم يبق إلا أن نذكر بعض ما دونه الدكتور الجمالي بخطه، مكتفين بالأهم، لضيق المجال

س - ما هي الصفات التي يجب أن يتحلى بها المصر حين يخدم العلم بالعراق؟

ج - كل ما نريده للمصري الذي يأتي لخدمة العراق هو أن يشعر بأنه في بلاده وبين أهله وإخوانه، ومتى شعر بأنه يخدم أبناء قومه فلا أشك في أن عمله سيكون مثمراً أطيب الثمر. وإني لأنصح لمن يشتغل بالتعليم في العراق أن يبتعد عن البحث في القضايا السياسية والأمور المذهبية، فما دخلت هذه البحوث في دور العلم إلا أفسدتها.

س - أتراك مطمئناً إلى صحة القول بأن مصر صلة الوصل بين الشرق والغرب؟

ج - إن مصر خير مثال لبلد تمسك بشرقيته ثم غذاها بالنتاج الثقافي الغربي، فمصر عربية في روحها، إسلامية في تقاليدها، وهي مع ذلك تأخذ عن الغرب أساليبه العلمية، وأنظمته الصناعية والزراعية والتجارية، فهي بودقة تصهر ثقافتي الشرق والغرب، ونرجو أن تخرج منهما ثقافة موحدة لمحاسن كلتيهما، وإذ ذاك تصبح مصر ومن ورائها البلاد العربية صلة الوصل بين الشرق والغرب حقاً.

س - ما الذي تحب أن ينقل من شمائل بغداد إلى القاهرة ومن شمائل القاهرة إلى بغداد

ج - احب أن تنقل بعض شمائل القاهرة إلى بغداد، لا سيما ما يتعلق بتنظيم العمران وفتح الشوارع وتشجيرها وإكثار من الميادين والحدائق العامة، ولا أرى مل يمكن نقله من بغداد إلى القاهرة.

س - هل اتسع وقتك للنظر في الفروق بين المناهج المصرية والمناهج العراقية؟

ج - هناك فروق بين مناهج التعليم في مصر والعراق، وهذه الفروق ناتجة من أمرين: الأول أن العراق حديث في نظامه التعليمي، ولم تتولد له مشاكل تاريخية بعد، ففي وسعه أن يطبق أحدث النظريات الفنية التعليمية بدون أن تكون في الطريق عقبات خلفها له الماضي. أما أنظمة التعليم في مصر فلها تاريخ بعيد نسبياً. فلا يمكن الأخذ بما هو صالح من الجديد إلا بالتدريج. والأمر الثاني هو أن العراق قد اعتنق الفكرة العربية منذ تكوينه الجديد بقيادة المغفور له الملك فيصل الأول، فهذه الفكرة متغلغلة في كل برامج التعليم، ولم تصل هذه الفكرة في مصر إلى صميم التعليم بعد كما هو الحال في العراق.

<<  <  ج:
ص:  >  >>