في الصعيد فقلما يستعملان وعند الضرورة يستبدل بالبرقع إسدال الطرحة على الوجه. والملاحظ أن نساء الطبقات السفلى حتى في العاصمة لا يتنقبن. والثياب الشائعة في معظم القطر المصري هي القميص الأزرق أي الثوب، والطرحة. أما في أقاليم الصعيد الأقصى، وعلى الأخص ما فوق مدينة أخميم، فأغلب نسائها يتغطين بقطعة من الصوف الأسمر القاتم تسمى (هلالية) تلف حول الجسم وتضم أطرافها فوق الكتفين (شكل رقم ٣٠) وتستعمل قطعة مثلها كطرحة. وهذا الثوب القاتم اللون بالرغم من جماله يشوه هيئتهم كالوشم الأزرق الذي يرسمنه على شفاههن. والكثير من نساء الطبقة الدنيا يتحلين بحلي زائفة مختلفة من أقراط وعقود وأساور ومن خزام الأنف أحياناً، وبعضها موصوفة ومصورة في ملحق الكتاب.
ويرى المصريات أن واجب تغطية الرأس وما خلفه أولى من تغطية الوجه، وحجب الوجه أولى من حجب أكثر أجزاء الجسم. وكثيراً ما رأيت في هذا البلد نساء لا تكاد تسترهن أسمالهن الحقيرة، وأخريات في زهرة الشباب أو في متوسط العمر لا يحملن على أجسادهن غير خرقة ضيقة تشد حول الوركين.
الفص الثاني
الطفولة وتربية الأطفال
يسترشد المسلمون في تربية أطفالهم والاعتناء بهم بأوامر الرسول (صلعم) وتعاليم الأئمة. ومن أول الواجبات عند ولادة الطفل التأذين في أذنه اليمنى، ولا بد أن يكون المؤذن ذكراً. ويقرأ بعضهم الإقامة، وهي تشبه الآذان تقريباً، في الأذن اليسرى. والغرض من ذلك حفظ الطفل من الجن. وقد يتلى للغرض نفسه عبارة:(باسم الرسول وابن عمه علي)
وكانت استشارة المنجمين قبل تسمية الطفل واتباع ما يختارونه له، عادة شائعة في مصر والبلاد الإسلامية الأخرى. وقلما يتبع أحد الآن تلك العادة القديمة فيختار الأب لابنه اسماً من غير احتفال ولا تكلف؛ أما تسمية البنت فتكون عادة باختيار الأم. وكثيراً ما يسمى الأولاد بأسماء الرسول (صلعم)(محمد، أحمد أو مصطفى) أو أهل البيت (علي، حسن، حسين الخ. . .) أو أصحابه الأفاضل (عمر، عثمان، عمر الخ. . .) أو الرسل والأنبياء