النساء - حتى يعهد به إلى معلم يعلمه القراءة والكتابة كل يوم. ومن المهم ملاحظة أن ما يتعلمه الطفل في الحريم من واجبات الاحترام المشوبة بالعطف والمحبة نحو الوالدين وكبار السن، يهيئه للاتصال بالعالم الخارجي كما سترى بعد قليل.
وكثيراً ما يصطحب النساء أطفالهن عند الخروج للزيارة أو للتنزه؛ فتحمل كل جارية أو خادمة طفلاً أو تجلسه أمامها على الحمار، إذ جرت العادة أن تركب الخادمات مثل سيداتهن الحمير. وكان النساء إذا ركبن الحمير أدلين كل ساق علىجانب ولكن قلما ينعم الأطفال الأغنياء بهذه التسلية الهينة؛ فقد أثر على صحتهم طول الحجاب وشدة العناية وإفراط التغذية؛ فيصبحون لذلك كثيري التقلب، متكبرين، أنانيين. ويندر كذلك أن يشتد نساء الطبقة الوسطى في تربية أطفالهن. ويتوقف تقدير الزوج لزوجه أو تقدير الناس لها إلى درجة كبيرة على كثرة النسل والعناية بالأطفال؛ لأن الشرقيين رجالاً ونساء، أغنياء وفقراء، يعتبرون العقم لعنة وعاراً. ومن الشائن أن يطلق الرجل امرأته بلا سبب ما دامت قد ولدت له طفلاً وما دام الطفل حياً. فالمرأة الولود تكون موضعاً لحب الزوج واحترام الناس، وبيتها يكون مثابة للسرور والإيناس.