أو تخيل أن كل متعة في الحياة أصبحت لا تنال إلا بهذه العملة الشائعة فماذا يكون؟ إنك لتبصر في هذه الحالة من يعطي تراث الأرض لينعم بشعاع من أشعة الشمس والقمر
أو تخيل أن كل نعمة روحية أو فنية قد أستطيع تحويلها بعد اليوم قروشاً وجنيهات فماذا يكون؟ إنك لتبصر في هذه الحالة رجلاً من أصحاب القرائح يشتري دولتين أو ثلاث دول بفكرة خالدة توحي إليه
وسيأتي لا ريب يوم يثوب الناس فيه إلى تفكير طليق من أسر العملة ومن طابع المسكوكات. فيومئذ يعرفون الغنى الصحيح ويرهبون الفقر الصحيح، لأنهم يبذلون الجهد بمقدار حقه فيدخرون كثيراً من ضائع الجهود في غير طائل، ويأخذون حسبما يبذلون، ثم لا يقومون الأشياء بمقدار صلاحها للانتقال من مالك إلى مالك في غير جدوى؟ بل بمقدار صلاحها للبقاء في الخواطر والأرواح وهي شاعرة بما تستبقيه.